هاجمت أمس عناصر إرهابية يعتقد انتماؤها لتنظيم القاعدة مدينة القطن، إحدى مديريات وادي حضرموت، وفرضت سيطرتها على المدينة لساعات، نهبت خلالها فروعاً لشركات الصرافة وبنوكاً، كما اقتحمت مقارَّ أمنية وأحرقت مكاتبَ حكومية أخرى. وتزامن الهجوم على مديرية القطن مع هجوم إرهابي آخر استهدف معسكر أمن الوادي والصحراء في سيئون، تمكن أفراد المعسكر من صدِّه، وقتل العناصر المهاجمة وعددها 8. وروى ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الأولى أن العشرات من عناصر القاعدة على متن سيارات (شاص وهايلوكس) بقيادة جلال بلعيد وحارث النظاري، اقتحموا مديرية القطن، الساعة السادسة صباحاً، قادمين من معاقلهم في وادي هنين ووادي سر، واستمرت سيطرتهم على المدينة حتى الحادية عشرة قبل الظهر، ليعلنوا انسحابهم قبل وصول أي تعزيزات عسكرية من مقر المنطقة الأولى في سيئون والتي تبعد عنها قرابة 60 كيلومتراً. وأوضح المصدر أن العناصر الإرهابية انقسمت إلى مجموعتين: الأولى هاجمت معسكراً تابعاً لقوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً)، وإدارة أمن المديرية التي لا يتواجد فيها أفراد منذ حوالي شهرين، فيما تمكن 7 جنود هم كل الموجودين كحراسة لمعسكر سابق للأمن من الانسحاب إلى منازل مواطنين.. فيما قامت المجموعة الثانية، وهي الأكثر، يتقدمها جلال بلعيد والنظاري، باقتحام ونهب بعض المصارف الموجودة في المدينة (التسليف الزراعي، اليمن الدولي، البريد)، كما اقتحمت مبنى المجمع الحكومي ومحكمة القطن، والأحوال المدنية، وإتلاف محتوياتها. وكان بلعيد قد قاد عملية إرهابية مشابهة قبل أشهر استهدفت المصارف والبنوك في مدينة سيئون. ويتخذ تنظيم القاعدة من بعض أودية مديرية القطن، أهمها وادي هنين ووادي سر وكذلك صحاريها الممتدة حتى المهرة، معاقل ومعسكرات تدريب. ونشر الحساب الخاص لأنصار تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، أمس، صوراً لاقتحام التنظيم لمدينة القطن.. وحسب الصور التي توضح ظهور بلعيد والنظاري وهما في وسط مدينة القطن، وتظهر صورة أخرى للمسلحين من القاعدة، قال الحساب إنهم يلتفُّون حول إخوانهم المجاهدين. من جهتها اعتبرت السلطة المحلية والقيادات التنفيذية بحضرموت ما قامت به عناصر الشر الإرهابي أمس في القطن من أفعال مشينة وتعدي وسطو على أموال المواطنين في البنوك وإحراق مكاتب الاتصالات والبريد إنما تعكس الوجه القبيح والمصلحي لهذه الجماعات المعتمدة على النهب والسلب والسرقة. وأكدت في بيان لها أن محافظة حضرموت ليست الساحة المناسبة لهذه الجماعات الإرهابية، ومهما حاولت فإن جميع محاولاتها ستبوء بالفشل. وعن الهجوم الإرهابي على معسكر أمن الوادي والصحراء في سيئون، قال مصدر أمني هناك ل"اليمن اليوم" إن الهجوم لم يكن بذلك الحجم والتخطيط الذي اعتادت عليه القاعدة في عملياتها الأخيرة في سيئون، متوقعاً أن يكون الغرض منه إرباك الحملة العسكرية التي تستعد لبدء الحرب على التنظيم، وكذا محاولة صرف الأنظار عن عملياتها الإرهابية ونهبها للبنوك في القطن. وأوضح أن المهاجمين كانوا 8 فقط، قتلوا جميعهم، فيما استشهد جنديان وأصيب 3 بجروح. ونشر "مرصد الجهاد" على تويتر التابع للتنظيم اعترافاً بمقتل 8 قال إنهم انغماسيون هاجموا أمس معسكر أمن الوادي والصحراء، مستخدمين أحزمة ناسفة وأسلحة خفيفة. وأشار الموقع إلى أن الثمانية العناصر قتلوا في الهجوم، زاعماً أنهم تمكنوا من قتل العشرات من أفراد قوات الأمن الخاصة، وهو ما نفاه مصدر في المعسكر. ونشر موقع التنظيم أسماء القتلى من عناصره وهم: 1- أبو ذر اللحجي. 2- أبو خطاب الصنعاني. 3- أبو أنس الشروري. 4- أبو دجانة الشروري. 5- أبو عوض العزاني. 6- أبو أحمد اللحجي. 7- عبدالرحيم العدني. 8- خطاب الحضرمي. وتشهد حضرموت استعدادات مكثفة لبدء حملة عسكرية وأمنية مشتركة وواسعة ضد تنظيم القاعدة الذي يتخذ من مناطق وادي حضرموت معاقل له ومعسكرات تدريبية. وتعرضت الأربعاء التعزيزات العسكرية القادمة من المكلا إلى شبوة لثلاثة كمائن إرهابية فاشلة.