كشفت مصادر أمنية في عدة محافظات، أمس، عن تحريك القاعدة لخلاياها، بالتزامن مع بدء العد التنازلي لحملة الجيش ضد معاقل التنظيم في حضرموت، فيما بدأت المحكمة الجزئية، أمس، النظر في ملفات عدد من سجناء عناصر التنظيم في صنعاء. ويخوض الجيش منذ عدة أشهر معركة مصيرية مع عناصر التنظيم المنتشرة في بعض المحافظات حيث يسعى، منذ 3 أشهر، إلى تطهير معاقل التنظيم في محافظتي أبينوشبوة في حملته التي أطلق عليها "معا لتطهير البلد من الإرهاب" ولا تزال مستمرة، لتتسع، خلال الأيام القليلة الماضية، صوب محافظة حضرموت، التي تشهد تصاعداً لنشاط التنظيم لم ينتهِ بذبح قرابة 14 جندياً، والسطو على بنوك تجارية وحكومية باستثناء "سبأ الإسلامي" التابع لحميد الأحمر. فيما تتواصل تعزيزات للجيش إلى المحافظة تأهباً للمعركة التي أطلق عليها "كسر العظام".. وتقول المصادر ل"اليمن اليوم" إن تحركات لعناصر القاعدة خصوصا في صنعاءوعدن تشير إلى أن التنظيم يسعى لتنفيذ عمليات إرهابية في تلك المحافظات بغية عرقلة تقدم الجيش صوب مدن وادي حضرموت، الأكثر احتضانا لعناصر التنظيم. ففي صنعاء، ذكرت مصادر أمنية عن وصول مسلحين من عناصر القاعدة إلى مديرية أرحب، شمال شرق العاصمة، حيث نزلوا في ضيافة أحد شيوخ القبائل الموالية ل"الإصلاح". وقالت المصادر ل"اليمن اليوم" إن عددا من السيارات، تقل عناصر من تنظيم القاعدة تحركت، الاثنين، من محافظة البيضاء ورصد دخولها أرحب، متوقعة بأن تتسلل تلك العناصر إلى العاصمة لتنفيذ عملية إرهابية. واعتبرت المصادر احتضان شيوخ قبائل في أرحب لتلك العناصر ينقض وعداً سبق وأن قطعته قبائل المديرية للدولة في مايو الماضي، عقب حملة عسكرية قصف فيها الطيران منزل صهر عضو البرلمان عن حزب الإصلاح، منصور الحنق، واقتحمت قوات مكافحة الإرهاب أبرز معاقل الحزب في المديرية واعتقلت عدداً من عناصر التنظيم وقتلت آخرين. التقى بعدها شيوخ قبائل أرحب بوزير الداخلية ورؤساء أجهزة المخابرات، وتم التوصل إلى اتفاق قضى بتسليم 20 إرهابياً يختبئون في أرحب وعدم احتضان قبائل المديرية لأيٍ من عناصر التنظيم مستقبلا. وقالت مصادر أمنية إن خلية للقاعدة، رصد دخولها العاصمة، الأحد، قادمة من مأرب يعتقد أنها خصصت للاغتيالات بواسطة الدراجات النارية وهو ما عزز المخاوف في صنعاء من عودة مسلسل الاغتيالات والعمليات الإرهابية التي راح ضحيته، العامين الماضيين، أكثر من 200 قتيل وعشرات الجرحى من منتسبي الأمن والجيش . ووجه الأمن القومي، أمس، مذكرة لوزير الداخلية يطالبه فيها تكليف الأجهزة الأمنية بضبط الدراجات النارية التي عاودت الظهور في العاصمة من جديد. مزارع "الإخوان" غطاء للتنظيم في عدن وفي محافظة عدن، قالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن الأجهزة الأمنية رصدت، الاثنين، وصول خلية إرهابية مكونة من 25 شخصاً قدمت من محافظة شبوة. وتوزع أفرادها على مزارع تابعة لقيادات إخوانية في عدن، تقع في منطقة جعولة، وأن تلك العناصر تتلقى تدريبات مكثفة تمهيداً لتنفيذ عمليات إرهابية ، محتملة. وقالت المصادر إن المعلومات التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية تفيد بأن المجموعة التي وصلت عدن إحدى 3 خلايا إرهابية اجتمعت مطلع الأسبوع الجاري في شعب روى السقبان، مديرية بيحان في شبوة وأقرت توجه خليتين إلى محافظتي حضرموتعدن، فيما كلفت الأخرى بقطع إمدادات الجيش القادمة من عدن ونصب كمائن في وادي ضيقة. وكانت مصادر أمنية ذكرت في وقت سابق عن تحركات لعناصر التنظيم في محافظاتالبيضاء، مأرب، شبوة.. إعادة محاكمة عناصر القاعدة على صعيد متصل، بدأت المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء، أمس، إعادة النظر في ملفات 17 متهماً من عناصر القاعدة أبرزهم، عبدالله الخيشيني، الذي سبق للمحكمة وأن أصدرت في حقه العام الماضي، حكماً بالسجن سبع سنوات بعد إدانته بالتخطيط والمشاركة في محاولة لاغتيال رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي.