أتتوقع تكرار مشهد صعدة 2004، في 2014؟ قلت: أي مشهد؟ قال: في يونيو 2004 اشتعلت حرب في صعدة، وقبلها وأثناءها، أرسل علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية حينها، لجان وساطة إلى حسين بدر الدين الحوثي.. لجنة رجال دين، لجنة نيابية، لجنة حزبية، لجنة شعبية، لجنة تسافر من صنعاء، ولجنة تعود من منطقة مران، التي كان حسين محصوراً فيها، واليوم في 2014 يرسل الرئيس هادي، لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء، إلى صعدة، لمقابلة عبد الملك الحوثي، أخ حسين، فعادت اللجنة من هناك لتقول للرئيس: خاب أملنا في عبد الملك! وبعد هذه الخيبة اجتمع الرئيس باللجنة العسكرية والأمنية العليا.. قلت: تقصد أنها ستكون حرباً، قال: لا، بل لجان تذهب وتقفل.. قلت: لا حرب، فمنذ 2004 إلى 2014، تغيرت أمور كثيرة.. في 2014 هم في العاصمة، وصعدة معهم، وحاشد، وعمران، ومناطق أخرى تعلمها، فأين ستكون ساحة الحرب؟ لا حرب.. شتان بين عام 2004، وعام 2014.. في عام 2004، كانت التهمة الموجهة لحسين الحوثي جباية الزكاة، ورفع علم غير جمهوري، والهتاف بشعار إيراني، ووصف بالمتمرد الساعي لعودة الإمامة، ولم يُطلب منه سوى تسليم نفسه، مقابل أن يوقف علي محسن الأحمر حملته العسكرية هناك، وانتهت الحرب الأولى في سبتمبر من نفس العام بمقتل حسين في كهف، وكان حسين قبل مقتله يقول: لسنا متمردين، لم نذهب لقتال الدولة، بل هي التي جاءت تعتدي علينا لأننا نعلم أولادنا ثقافة قرآنية، ونمارس حقنا في حرية العقيدة، ونردد شعاراً.. وفي تلك الحرب والحروب التي تلتها وضع الحوثيون أيديهم على أسلحة معسكرات، كما تعلم.. أما في 2014 فعبدالملك الحوثي وحركته (أنصار الله)، لم يقل الرئيس هادي إنهم متمردون، وقبل أشهر كانوا مكوناً أساسياً في مؤتمر الحوار الوطني، وواحد من أهداف اعتصامهم هو تنفيذ مخرجات ذلك المؤتمر، إلى جانب مطلبين هما: إسقاط الحكومة، وإسقاط الجرعة.. وهذه المطالب والاعتصامات مشروعة، لم يقل الرئيس هادي ولا غيره إنها غير مشروعة، بل قالوا إن أنصار الله ضربوا خيامهم عند مداخل العاصمة، وأبواب وزارات، وثمة مظاهر مسلحة.. فالرئيس يخشى أن تكون لهذه الاعتصامات أهداف أخرى غير أهدافها المعلنة، خاصة وأن حزب الإصلاح يوهم الرئيس أن أنصار الله سيحتلون صنعاء.. أما سؤالك عن لجان الوساطة، ففي اعتقادي ستكون لجان أخرى ترحل وتقفل، لكن لن يقفل باب الخلاف بحرب.. ومدري!