دعا قائد جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، أنصار جماعته المعتصمين في العاصمة صنعاء ومحيطها الانتقال، صباح اليوم، إلى ساحة "التغيير" لبدء المرحلة الثالثة من التصعيد، مؤكداً أنها المرحلة الأخيرة قبل أن يتم اللجوء للحسم. وقال عبدالملك الحوثي، في كلمة متلفزة بثتها قناة "المسيرة" التابعة لجماعته، إن المرحلة الثالثة ستبدأ اليوم بعصيان مدني لم يكشف عن طبيعته، لكنه قال إنه عصيان أكبر من مجرد إغلاق محلات. مشيراً إلى أن المرحلة الثالثة ستنتهي بعد أسبوعين من الآن، وتتضمن خطوات "كبيرة جداً أتمنى ألَّا نصل إليها". وأكد أنه لن تكون هناك مرحلة رابعة، وأنه في حال لم تستجب القيادة السياسية للمطالب المرفوعة "إسقاط الحكومة، إعادة النظر في الجرعة، تنفيذ مخرجات الحوار"، فإن الحسم وارد. ولفت إلى أن جماعته قد عملت احتياطاتها في حال تعرَّض المعتصمون لأيِّ أذى. وفي حين واصلت اللجنة الوطنية الرئاسية المكلَّفة بالتفاوض معه اجتماعاتها، حتى وقت متأخر من المساء دونما الخروج بشيء، قال عبدالملك الحوثي إن المشكلة ليست اقتصادية بقدر ما هي سياسية، وأن هناك فساداً ممنهجاً. وأضاف إن كثيراً من القوى والأحزاب، من خلال ما قدمته من مبادرات، متفهِّمة لأهمية إعادة النظر في الجرعة، عدا حزب الإصلاح والمجتمع الدولي ممثلاً بأمريكا وبريطانيا. ونفى الحوثي خلال كلمته ما ورد من معلومات في التقرير المقدَّم من اللجنة عن أنه أبدى استعداداً لدعم المشتقات النفطية في حال تم تخفيض الجرعة، وقال "هذه مزاعم تندرج ضمن الحرب الإعلامية التي تعتمد عليها قوى الفساد"، حد قوله. إلى ذلك، توصلت جماعة الحوثي إلى اتفاق مع قبائل مدغل الجدعان مأرب، يقضي بعدم تمركز الحوثيين في مفرق الجوف- مأرب- صنعاء، وإخلائه لوحدات من الجيش لم تتورط في القتال إلى جانب مسلحي الإخوان "الإصلاح". وكان الحوثيون- وفي إطار استكمال السيطرة على مديرية مجزر الواقعة على الحدود الإدارية بين مأرب والجوف وتتبع إدارياً مأرب- أحرزوا، أمس الأول، تقدماً ميدانياً وصولاً إلى مفرق الجوف- مأرب- صنعاء الواقع على الحدود الإدارية لمديرية مدغل الجدعان. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن الحوثيين توصَّلوا إلى تفاهمات مع مشائخ ووجهاء الجدعان تجنّب مناطق المديرية الحروب وعدم تمركز الحوثيين في المفرق، وتمركز وحدات من اللواء (113) لم تشارك مع الإخوان في الحرب.. وعلى الطرف الآخر في الاتفاق ضمان عدم السماح لمسلحي الإصلاح العودة للتمركز في المفرق، أو شنّ غارات على مسلحي أنصار الله "الحوثيين" من أراضي مدغل الجدعان. ولفتت المصادر إلى أن الحوثيين بدأوا في تنفيذ الاتفاق الذي لم يوقَّع رسمياً بعد، حيث تجنَّبوا السير في الطريق الرئيسي استجابة لمطالب القبائل، وشرعوا عصر أمس في شق طريق ترابية باتجاه مسلحي الإصلاح المتمركزين في فرضة نهم التابعة لمحافظة صنعاء.