أفادت "اليمن اليوم" مصادر قبلية وعسكرية في محافظة الجوف بأن مقاتلي تنظيم القاعدة الملتحقين مؤخراً بسير المعارك عدلوا في موازين القوى، ما يشير إلى إطالة أمد المعركة بعد أن كان الحوثيون على وشك الحسم. وكان تنظيم القاعدة كشف رسمياً عن مشاركته في الحرب إلى جانب حزب الإصلاح (الإخوان) ضد من يسميهم (الرافضة) أي الحوثيين. وقالت المصادر إن المعارك تواصلت أمس على أشدها في جبهة مفرق الجوفمأرب، ورغم تدخل الطيران إلا أن الحوثيين أحرزوا تقدماً ميدانياً وسيطروا على (كولة) وهي عبارة عن مجموعة تباب من شأنها تعزيز سيطرتهم على وادي الخانق الواصل إلى منطقة بني حشيش التابعة إدارياً لمحافظة صنعاء، فيما تراجع مسلحو حزب الإصلاح (الإخوان) شرقاً باتجاه مأرب مسنودين بمقاتلين من القاعدة وآخرين من القبائل . وبحسب المصادر فإن غارة الجوية استهدفت نقطة المشاف القريبة من المفرق وقتلت على الأقل 6 من الحوثيين كانوا على متن طقم مسلح، فيما قتل في المواجهات الدائرة في مناطق الجفرة بوادي الخانق مسلحان من الإخوان (علي الحميط، سعيد مثنى) وإصابة 4 آخرين. وفي جبهة الغيل، تواصلت المعارك دون إحداث أي تغيير على الأرض. وقالت مصادر "اليمن اليوم" إن الحوثيين كرروا أمس محاولتهم اقتحام بقية القرى في عزلة الرايسة المعقل الرئيس للإخوان في المحافظة وآخر معاقلهم في مديرية الغيل، ولكن دون جدوى. وأشارت المصادر إلى أن هجوم الحوثيين قوبل بحاجز صد عنيف، وبما يظهر قدرة مقاتلي تنظيم القاعدة على قلب الموازين. ويحاول الحوثيون باستماتة اقتحام عزلة الرايسة ونسف منزل رئيس مجلس شورى الإصلاح في المحافظة وقائد مقاتليهم هناك الشيخ الحسن أبكر، كون سيطرتهم على مديرية الغيل تظل ناقصة ومهددة طالما بقيت الرايسة بيد مقاتلي الإخوان والقاعدة. وذكرت المصادر أن اللواء 115 مشاة المرابط في مدينة حزم الجوف مركز المحافظة المحاذية لمديرية الغيل، قصف بكثافة مواقع للحوثيين في الغيل مستخدماً راجمات الصواريخ، فيما أجبرت الدفاعات الجوية للحوثيين الطيران الحربي على وقف غاراته. ويسيطر حزب الإصلاح على اللواء 115 مشاة منذ اقتحامه مطلع الأزمة 2011 وتجنيدهم ألف مقاتل من مليشياتهم بدلاً عن جميع منتسبي اللواء الذي تم نقله بشكل كامل إلى عدن ثم إلى أبين للمشاركة في قتال القاعدة. وأضافت المصادر أن الحوثيين وزعوا 3 مضادات للطيران على ثلاثة جبال متفرقة، ومع أول غارة للطيران الحربي العاشرة صباحاً فتحوا نيران مضاداتهم بكثافة وحاول الطيران القيام بطلعات جوية مرة أخرى لكنها جوبهت بكثافة نيران أكبر. بعد ذلك توقفت الغارات الجوية على مديرية الغيل لتقصف في الجبهة الأخرى (جبهة مفرق الجوفمأرب). وفي السياق قال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري رفيع في اللواء 115 مشاة إن قيادة اللواء استقبلت الخميس والجمعة عتادا حربيا كبيرا من قيادة المنطقة العسكرية الثالثة ومقرها مأرب، وذلك تحسباً لسقوط عزلة الرايسة، حيث سيكون معسكر اللواء في حزم الجوف مهدداً بالسقوط. من جانبهم عزز الحوثيون جبهتهم في الجوف بعشرات المقاتلين قادمين من محافظتي صنعاء وعمران. وقالت مصادر "اليمن اليوم" إن قرابة 100 شاحنة محملة بمسلحين قبليين لمساندة الحوثيين وصلت أمس. وأضافت المصادر أن العشرات من مسلحي قبائل (خولان، همدان، حاشد) أعلنوا خلال اجتماع عقد في صنعاء، الجمعة، وضم قيادات من جماعة الحوثي استعدادهم المشاركة في المواجهات التي تدور في 3 جبهات بمحافظة الجوف. من جانبه قال الشيخ ناجي بن علي الزايدي في اتصال ل"اليمن اليوم" إن ما يجري من معارك في محافظتي الجوفومأرب ليست حرباً قبلية بل حرب سياسية بين طرفين، مشيراً الى أنه تم تشكيل لجان من مشايخ ووجهاء محافظتي مأربوالجوف للتواصل مع المكتب السياسي لجماعة الحوثي وحزب التجمع اليمني للإصلاح في العاصمة للمطالبة بإيقاف إطلاق النار لمدة أربعة أيام حتى يتسنى للوساطة النزول الميداني إلى مناطق المواجهات والالتقاء بطرفي النزاع. وكان منزل الزايدي في صنعاء احتضن اجتماعاً قبلياً تمخض عنه تشكيل لجنة قبلية للتواصل مع الطرفين لوقف الحرب. وأضاف الشيخ الزايدي: إذا كانت المعارك التي تدور في الجوفومأرب معارك قبلية لتم حلها عبر تحكيم قبلي إلاّ أن ما يجري هي معارك "سياسية" بين طرفين كل طرف يحاول بسط نفوذه في المنطقة. وطالب الزايدي الحكومة بتحمل مسئولياتها وفرض نفوذها على مناطق الصراع.