أخطأ الطيران الحربي، أمس، هدفه وقصف موقعاً مسلحاً تابعاً لجماعة الإخوان (الإصلاح) في محافظة الجوف، مخلِّفاً 6 قتلى وعدداً من الجرحى، وسط تخوينات من قيادات الإخوان لسلاح الجو. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر محلية وعسكرية متطابقة إن الطيران الحربي واصل، أمس، لليوم الخامس على التوالي، غاراته الجوية على مواقع تابعة لجماعة الحوثي في الجوف، إلَّا أنه أخطأ في واحدة وقصف موقعاً مسلحاً تابعاً للإخوان (الإصلاح) في مديرية الغيل، وتحديداً قرب عزلة السلمة- خلف عزلة الرايسة- تقع على الحدود مع مديرية الخلق. وأضافت المصادر أن 6 قتلوا وأصيب عدد آخر، وإعطاب آليات عسكرية ثقيلة كان الإصلاح قد نصبها في تلك المنطقة تحسباً لسقوط عزلة الرايسة، آخر معاقلهم في مديرية الغيل. ويقود الحوثيون، منذ ثلاثة أسابيع، هجوماً عنيفاً لاقتحام عزلة الرايسة ونسف منزل رئيس شورى حزب الإصلاح في المحافظة وقائد مقاتليهم هناك، الشيخ الحسن أبكر، إلَّا أن مقاتلي الإخوان لا يزالون صامدين في الدفاع عنها بدعم كبير من الجيش والطيران ومقاتلي القاعدة القادمين من مأرب وشبوة والبيضاء، وفق ما أعلن عنه التنظيم الإرهابي نفسه. وكانت المعركة بدأت في مدينة الغيل، نهاية يونيو الفائت، وتمكن الحوثيون من السيطرة على كامل المدينة وكامل مناطق المديرية، باستثناء عزلة الرايسة. وفي جبهة مفرق الجوفمأرب، لا تزال المعارك على أشدها في مناطق (الجفرة)، حيث يعمل الحوثيون على تعزيز سيطرتهم على وادي الخانق الموصل إلى مناطق بني حشيش محافظة صنعاء، فيما يحاول الإخوان استعادة مواقع فقدوها في ذات المنطقة. وكان الحوثيون استكملوا سيطرتهم على مديرية مجزر الواقعة على الحدود الإدارية بين الجوفومأرب، وانتقلوا من خط الجوف إلى خط مأرب، وبعد اجتيازهم 7 كيلو وتحديداً في مناطق الحريشا توقفوا ليشقوا طريقهم في الجنوب الغربي، حيث مناطق الجفرة (وادي الخانق، ووادي صالح). وتكمن أهمية السيطرة على هذه المناطق في أنها تفرض سيطرة للحوثيين على ممرات ترابية هامة إلى العاصمة صنعاء، كما تشكل خطوة مهمة في إطار استعداداتهم لمعركة فرضة نهم، وخطوة مهمة أيضاً في إطار التخطيط لفرض حصار على اللواء 312 المرابط في مأرب. إلى ذلك أقر اجتماع قبلي هام، عُقد في منزل الشيخ ناجي بن علي الزايدي بالعاصمة صنعاء، تشكيل لجنة وساطة لوقف الحرب في الجوف- مأرب. وقال مصدر قبلي ل"اليمن اليوم" إن اللجنة ضمت كلاً من (ناجي بن علي الزايدي، منصور بن عيدان، خالد بن هضبان، علي عبدربه القاضي، حسين علي الظمين، مفرح بحيبح، أحمد الباشا بن زبع، أحمد عباد الشريف، مبخوت النير، والدعس). وأشار المصدر إلى أن اللجنة بدأت في تواصلها مع طرفي الحرب، وفي حال تم التجاوب بوقف إطلاق النار فإنها ستتحرك فوراً إلى مناطق المواجهات. نهم تتهيأ للحرب (إطار) وفي السياق، بدأت قيادات عسكرية في مديرية نهم محافظة صنعاء، أمس، توزيع أسلحة على قبليين محسوبين على جماعة الإخوان المسلمين (الإصلاح) في المديرية، تحضيراً- كما يبدو- لمواجهات مرتقبة مع الحوثيين، الذين تعرض مؤخراً اثنان من الموالين لهم لكمائن مسلحة. وقالت مصادر قبلية ل(اليمن اليوم) إن قرابة 250 قطعة سلاح آلي ورشاش وعدداً من صفائح ذخيرة أسلحة مختلفة وصلت إلى منزل قيادي (إخواني) في المديرية، مشيرة إلى أن الشاحنة العسكرية خرجت من مقر اللواء 312، المرابط في مأرب والذي يقوده أحد المقربين من قائد الفرقة سابقاً، علي محسن. من جانبه اعتبر مصدر في جماعة الحوثي في نهم توزيع الأسلحة بمثابة محاولة لإثارة الفتنة، متهماً قائد اللواء 312، عبدالرب الشدادي بتنفيذ أجندة لصالح قوى سياسية في صنعاء. كما اتهمه بتمويل حرب (الإخوان) ضد الحوثيين في الجوف، وتسخير المؤسسة العسكرية لصالح الإصلاح.