أعلنت فرنسا أن طائراتها شنت غارات داخل العراق، أمس الجمعة، للمرة الأولى منذ تعهدت بالانضمام إلى الحملة العسكرية على متشددي تنظيم "داعش"، الذين سيطروا على أجزاء من العراق. وذكر بيان من مكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند: "هذا الصباح (أمس) شنت طائرات رافال أول هجوم على مستودع إمدادات تابع للإرهابيين.. وتمت إصابة الهدف وتدميره بالكامل". وأضاف البيان أن "عمليات أخرى ستجري في الأيام المقبلة". وكانت فرنسا بدأت طلعات استطلاع فوق العراق يوم الاثنين الماضي. كان هولاند قد أكد أمس الأول أن الهجمات الجوية الفرنسية ستبدأ قريباً بمجرد أن تحدد طلعات الاستطلاع الأهداف. من جانبه دعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة في كربلاء (110 كم جنوببغداد) أمس، القادة السياسيين للعراق بأن يكونوا على مستوى اليقظة والحذر، للوقوف بوجه محاولات استغلال المساعدة الخارجية التي تقدم للبلاد لمحاربة "داعش" للمساس باستقلال القرار السياسي والعسكري للعراق، وأن لا يتخذ التنسيق والتعاون مع هذا الجهد الدولي ذريعة لهيمنة القرار الأجنبي على مجريات الأحداث، خصوصًا العسكرية والميدانية. وأشار إلى أنه برغم حاجة العراق لمساعدة الأشقاء والأصدقاء في محاربة ما يواجهه من الإرهاب إلا أن الحفاظ على سيادته واستقلال قراره يحظى بأهمية بالغة يجب الحفاظ عليها. وأشار إلى أن الحاجة إلى التعاون الدولي لمحاربة داعش لا تعني عدم قدرة أبناء العراق وقواته على مواجهة هذا التنظيم، فقد أثبتت الشهور الماضية أن أبناء هذا البلد قادرون على الوقوف بوجهه ودحره وإن طالت المعركة. وطالب قوات الجيش وطيرانه بدعم أبناء الضلوعية قرب بغداد "والوقوف إلى جانبهم في محاربة هذه العصابات التكفيرية وفك الحصار عن مدينتهم". وقال إن الجهد العسكري وإن كان مؤثراً في الحد من الإرهاب، إلا أنه لوحده ليس كافيًا للقضاء عليه ولذلك لا بد من معالجة الجذور الأساسية لنشوء هذه الظاهرة واستفحالها في عدة دول... موضحا أن الفكر المتطرف الذي يقصي الآخر ولا يقبل بالتعايش السلمي جرى الترويج له ودعمه عن طريق الآلاف من المؤسسات والدعاة خلال عقود مضت وهو العامل الأساس لما ابتليت به المنطقة والعالم من الإرهاب.