تنظيم (داعش)، أو ما يعرف بدولة الخلافة الإسلامية، ارتكب في سورياوالعراق، فظائع لم يعرف بني البشر مثيلا لها حتى في عصور توحشهم الأولى.. قتل، وتهجير، ورق، وبيع نساء، وأكل قلوب وأكباد بشرية، وحز رقاب بشر ودحرجة رؤوسهم في الشوارع.. كل جرائم الإبادة، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، ارتكبها هذا التنظيم الإسلامي المتوحش.. لم يستثن أي فئة، فقد استهدف المسلمين وغير المسلمين، العرب والأكراد، والأجانب. دول عربية وغربية دعمت داعش في سوريا لإسقاط النظام، وسمحت للتكفيريين بالذهاب إلى سوريا لتقوية داعش، حتى صار قوامه أكثر من 30 ألف إرهابي.. وكانت دول غربية تدعي أنها تسلح الجيش السوري الحر، بينما ذهبت الأسلحة إلى داعش، حسب اعترافات رسمية لمسئولين غربيين.. واليوم لما تمكن من الأسلحة، وحصل على ملايين الدولارات، وبسط على أراضٍ شاسعة في سورياوالعراق، وأصبح يمثل تهديدا لدول أخرى في المنطقة، وأوروبا وأمريكا، قرروا التحالف ضده.. وهذا جيد على أية حال، واليمن ينبغي أن تلتحق بالتحالف، على الأقل لكي تقول إن داعش الذي سيضرب في العراق، ينبغي أن لا يهرب إلى اليمن. لهذا الغرض جرى استكمال تشكيل تحالف دولي من الولاياتالمتحدة، ودول أوروبية، وأعلن وزراء الخارجية العرب تأييد دولهم للتحالف، بالمال طبعا.. وفي جدة مؤتمر لدول مجلس التعاون، ودول عربية أخرى.. وفي باريس مؤتمر دولي، ولذات الغرض مؤتمر دولي في ويلز البريطانية.. لقد تحركت أمريكا وأوروبا، ودول عربية، بعد أن قتل الداعشيون أمريكيين وبريطانيين، وبعد عودة داعشيين إلى أوروبا يهددون مواطنيها بالذبح، وبعد أن أكد الملك السعودي أن إرهاب داعش سيصل أوروبا وأمريكا قريبا، وبعد أن صار يهدد لبنان والسعودية والأردن، وبعد أن دمر نصف سوريا، واحتل ثلث العراق. لا نقول هذا، استنكارا لهذا التحالف، الذي يجب الترحيب به، لكننا ندلل به على أن هذه الدول ليس لديها موقف مبدئي من الإرهاب بوصفه إرهابا، يجب محاربته في أي وقت، وفي أي مكان.. هي ستحارب داعش لأنه أصبح خطرا عليها، فهذا التحالف يضم دولا خرج منها دواعش إلى سورياوالعراق، وهي تخاف عودتهم، لذلك قررت دفنهم على أرض عربية.. يقولون إن داعش أصبح خطرا حقيقيا، ولا بد من حماية بلدانهم من هذا الخطر، ولكنهم دعموا داعش في سوريا، وهم اليوم في هذا التحالف، مترددين بشأن ضرب داعش في سوريا بقوة، بدعوى أن إضعافه هناك سيقوي نظام الأسد!