بحضور رئيس الجمهورية وبنعمر وممثلي الأطراف السياسية جرت مساء أمس في دار الرئاسة بصنعاء مراسم التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بحضور الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب الأخ يحيى على الراعي ومستشاري رئيس الجمهورية ومساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر وممثلي الأطراف السياسية بمن فيهم "انصار الله". وألقى رئيس الجمهورية كلمة مهمة في مستهل تلك المراسم قال فيها : يا جماهير شعبنا الأبي الصابر : أدرك جيداً كم هي قساوة الأيام التي مرت عليكم وأنتم تضعون أيديكم على قلوبكم خوفاً على الوطن وأمنه واستقراره وسلامة أبناءه ومستقبل أجياله .. كما أدرك جيداً أنكم قلقون على حلمكم الذي انتظرتم تحقيقه طويلاً وضحيتم من أجل بلوغه كثيراً. وأعي جيداً أنكم عشتم لحظات عصيبة تستحضرون معها واقعاً أليماً ومراً لإخوان وأخوات لنا في دول شقيقة أصابها العنف والدمار جراء الحروب الأهلية وغياب الحوار، وكأني أراكم تشخصون بأبصاركم صوب قيادتكم وسياسيكم وفي عيونكم الأمل بأن الحكمة لن تبرح مكانها وثقتكم بالله كبيرة بأنهم سيجتازون هذا المنعطف الخطير والأزمة الكبيرة بما يجنب بلادنا ويلات الحرب والدمار . وأضاف: إنني اليوم أقول لكم بأننا لم نخيب ظنكم أبداً وكنا على قدر المسؤولية التاريخية لإخراج الوطن من أتون الانزلاق إلى مربع العنف والفوضى والاقتتال وحقناً للدماء الزكية التي سفكت وكادت أن تسفك وهي من أبناء اليمن جنوداً ومدنيين، فقد توصلنا إلى اتفاقية نهائية تمكننا من تجاوز هذه المحنة الكبيرة التي كادت أن تعصف بالوطن وأحلام أبنائه، وغلبنا لغة الحكمة والتعقل والمضي قدماً في بناء اليمن الجديد يمن الجمهورية والوحدة والديمقراطية والحوار الوطني يمن التعايش والسلام والمواطنة المتساوية يمن الحرية والكرامة والعيش الكريم، اليمن الذي نحلم به جميعاً والقائم على العدل وسيادة القانون، اليمن الذي تسود فيه لغة الحوار وتحترم فيه ثقافة التنوع والقبول بالآخر. وتابع: ففي مساء السبت الموافق 20 سبتمبر 2014م وبعد جهود حثيثة ومضنية تم الاتفاق بين كل الأطراف السياسية على اتفاق تطوى بموجبه صفحة الأزمة الأخيرة التي كادت تعصف بوطننا الحبيب وتدفعه إلى شفا هاوية الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي. إن هذه الوثيقة تمثل عبوراً نحو تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتجاوز كافة العقبات والتحديات الأمر الذي يستوجب ضرورة تطبيقها بصورة دقيقة من قبل الجميع مع الحرص على البدء فوراً في وقف إطلاق النار سواء في العاصمة صنعاء أو بقية المحافظات والمناطق. بوركتم جميعاً يا أبناء شعبنا العظيم الصابر المصابر، وبارك الله وطننا الغالي وحفظه دوماً من كل شر ومكروه والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. كما تحدث بنعمر بكلمة بارك فيها للشعب اليمني التوقيع على هذه الاتفاقية المهمة التي تمت بين كل القوى السياسية بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل .. معتبرا هذا الاتفاق بأنه وثيقة مهمة لإنهاء الأزمة وإيقاف الصراع . وعقب ذلك جرى التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية من قبل ممثلي الأطراف السياسية وهم: الدكتور عبد الكريم الإرياني- المؤتمر الشعبي العام عبد الوهاب الآنسي- التجمع اليمني للإصلاح يحيى منصور أبو أصبع- الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور عبد الله نعمان- التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري (( لم يوقع)) الدكتور محمد موسى العامري- حزب الرشاد محمد أبو لحوم- حزب العدالة والبناء ياسين مكاوي- الحراك الجنوبي السلمي حسن زيد- حزب الحق محمد الرباعي -اتحاد القوة الشعبية الدكتور قاسم سلام- أحزاب التحالف الديمقراطي الوطني الدكتور عبد الله عوبل منذوق- التجمع الوحدوي اليمني محمد الزبيدي- حزب البعث حسين العزي- أنصار الله مهدي المشاط- أنصار الله ?وفيما يلي نص الاتفاق : 1 - إلغاء قرار الجرعة على مرحلتين : - المرحلة ا?ولى بصدور قرار يخفض مبلغ ألف ريال على سعر دبة البترول (والمشتقات النفطية ا?خرى) عشرين لترا . - المرحلة الثانية : تشكل لجنة اقتصادية لها وقت محدد تدرس كل الخيارات البديلة ?سقاط ما تبقى (من الجرعة ) ولتحسين الوضع المعيشي، وذلك عبر تجفيف منابع الفساد وتحسين الوضع ا?قتصادي وإيجاد البدائل الممكنة وفق ما سيكون للحكومة من برنامج تام يتوافق عليه الجميع . 2 - يتم تشكيل حكومة يتشارك الجميع في تشكيلها بتوافق وطني على أن تكون هذه الحكومة مبنية على الكفاءة وعلى النزاهة وعلى أن تكون هناك شخصيات لم يثبت تورطها في جرائم أو ارتكبت أي مخالفات فساد أو ما شابه ذلك. 3 - أن تشارك كل المكونات في هذه المشاورات بشكل فعال وتام وليس بشكل شكلي وإنما بشكل مؤثر في الهيئات التنفيذية على المستوى المركزي وفي المحافظات . 4 - بعد ث?ثة أيام من توقيع هذا ا?تفاق يتم تعيين مستشارين سياسيين من الحراك الجنوبي ومن مكون أنصار الله ومن غيرهم ممن ليس لهم ممثلون في ا?ستشارة ، وعلى أساس أن يكون هذا التشاور مبنياً على التوافق وعلى المصلحة العليا للوطن . 5 - أن تقدم الحكومة برنامجاً شام?ً وواضحاً ومزمناً إلى اللجنة ا?قتصادية ?يجاد الحلول في المقام ا?ول في فترة زمنية محددة لتخفيض قرار الجرعة . 6 - البدء في إص?ح المنظومة التي تعني بتنفيذ مخرجات الحوار سواء في ما يخص الهيئة الوطنية من حيث نسب التمثيل ومن حيث أيضاً ا?داء الداخلي لها والبرنامج أن يصيغ مكونات الحوار الوطني البرنامج الداخلي و? يكون دورهم فقط هو النظر إلى مخرجات الحوار وإنما ل?شراف وللرقابة وللسير قدماً بتنفيذ مخرجات الحوار في مرحلة متزامنة تؤدي في النهاية إلى بناء مستقبل زاهر . 7 - أن تلتزم الحكومة بكل ا?دوات الشاملة لما يحقق تنفيذ مخرجات الحوار وأن يكون هناك معالجات لقضية صعدة وللقضية الجنوبية من أصحابها المعنيين بها وليس من أطراف أخرى تعرقل أي مسار لها . 8 - تنفيذ حقيقي لتشكيل هيكلة الجيش وا?من على اعتبار أسس وطنية وأن يتم رفع مستوى ا?جور لمؤسسة الجيش ومؤسسة الأمن وللذين يقبضون من الضمان ا?جتماعي وفي غيرها من المؤسسات المدنية وبنسب محددة وفي وقت واضح وأن يرتفع معدل ا?جور لما فيه من تحسين هام للوضع المعيشي، وأن تدرس أيضاً اللجنة ا?قتصادية الخيارات ا?خرى لما تحقق من رفع دائم ومستمر لمستوى ا?جور ولتحقيق وضع اقتصادي مستمر . 9 - أن تلتزم الدولة بحماية المواطنين في محافظة البيضاء من أية مخاطر تواجههم من عناصر القاعدة وان تقدم لهم الدعم ال?زم كذلك في المحافظات ا?خرى وفي أي مكان، وأن تقف الدولة إلى جانبهم في الالتزام في حقوقهم. 10 - أن يتم تطبيع الوضع في المناطق التي احتضنت المخيمات وان ? يمارس فيها أي عمل عسكري أو محاولة فتح معسكرات جديدة وان يكون تطبيع الوضع كما كان في الماضي . 11 - أن تلغى كل ا?جراءات العقابية ا?دارية أو المالية لكل من انضم أو أيد أو ساند هذه الثورة الشعبية السلمية. 12 - هذا ا?تفاق يؤسس لمرحلة سياسية جديدة بعقد سياسي جديد يكون فيه القرار للشعب اليمني أو?ً وأخيراً.