عمّ الهدوء، أمس، أحياء صنعاء مع توقف إطلاق النار، وسيطرة أنصار الله على العاصمة وقيامهم بنشر نقاط تفتيش على مداخل بعض الأحياء، خصوصا أحياء يقطنها موالون للجماعة وأخرى تحتضن مقرات حكومية ومرافق عامة. وكان وزير الداخلية دعا، مساء الأحد، كافة الأجهزة الأمنية إلى التعاون مع مسلحي (أنصار الله) لحفظ الأمن والاستقرار وعدم الاحتكاك بهم أو استفزازهم باعتبارهم مشاركين في حفظ الأمن والاستقرار. وشهدت بعض الأحياء في شمال العاصمة، أمس، عودة عشرات الأسر التي نزحت بسبب تفجر المواجهات في مناطق (شملان، مذبح، ذهبان، وصولا إلى الجراف والحصبة والجامعة). وتزامنت عودة النازحين مع عودة الحياة إلى طبيعتها في تلك المناطق في حين لا تزال أسر أخرى نازحة تحسباً لحدوث هجمات انتقامية. ولا تزال خدمات الكهرباء والمياه مقطوعة في الضاحية الشمالية الغربية للعاصمة، وفقا لأحاديث متفرقة مع أهالي. كما شوهدت كابلات الضغط العالي مرمية في عدد من الشوارع التي لا تزال هي الأخرى مقطوعة إما بحواجز إسمنتية أو سواتر ترابية وضعت أثناء المواجهات، سيما شارع الستين، الذي يعد بمثابة شريان حياة للعاصمة، وقطعته قاطرة وقود تفجرت، الأحد، أثناء تبادل إطلاق النار. وفي بعض الشوارع شوهدت قذائف هاون وطلقات لمدافع ورشاشات لم تنفجر ولم يتم انتشالها بعد. ولا تزال أسواق مركزية لبيع الخضار والفواكه في العاصمة مغلقة مع انتشار مسلحين موالين للحوثيين بداخلها، خصوصا سوقي ذهبان وعلي محسن القريبين من مقر الفرقة الأولى مدرع فيما تواصل المحلات التجارية إغلاق أبوابها رغم دعوة القيادي في جماعة الحوثي، علي البخيتي، الأهالي إلى العودة إلى منازلهم. وأصبحت مناطق كانت الثلاثة الأيام الماضية مسرحاً لعمليات الطرفين؛ مزارا لمئات المواطنين خصوصا مقر الفرقة الأولى مدرع، المتوقع تدشين العمل بها حديقة عامة. وعبر الأهالي عن ارتياحهم للخدمات الأمنية ومستوى تعامل مسلحي الحوثي الراقي أثناء التفتيش في النقاط إلا أن بعضهم طالبوا برفع تلك النقاط، خصوصا من الأحياء السكنية لضمان ديمومة السكينة وإبعاد مظاهر التوتر. كما شوهد عشرات المسلحين الحوثيين ينتشرون في محيط المقرات الحكومية ومنشآت خاصة كجامعة الإيمان وجامعة العلوم والتكنولوجيا، سبق وأن اعتبر الناطق الرسمي للحوثيين، محمد عبد السلام، ذلك الانتشار بمثابة تأمين لتلك المرافق. وخلت شوارع صنعاء، من أي ملامح لجنود بالزي العسكري، فيما يجوب العشرات من مسلحي الحوثي الشوارع وأطقم الجماعة التي تعقب على النقاط الأمنية التابعة لمقاتليها. كما واصلت قوات الأمن الخاصة إخلاء نقاطها في المداخل، حيث انسحبت أمس من عدة نقاط في مناطق (مفرق سنحان، خولان، نقطة غيمان). وقالت المصادر إن قوات الأمن الخاصة سحبت أيضا معدات ثقيلة ومتوسطة كانت قد نشرتها في وقت سابق على مواقع في عدة مناطق، جنوب العاصمة. على صعيد متصل، وجهت وزارة الداخلية نقاطها المرابطة في الحزام الأمني للعاصمة بمنع خروج المعدات الثقيلة والمركبات الحكومية من العاصمة، بينما تناقلت وسائل إعلام إلكترونية، أمس، إخراج الحوثيين لأكثر من 50 دبابة ومدرعة من العاصمة إلى محافظة عمران، غير أن مصادر عسكرية تحدثت عن نقل 8 دبابات إلى محيط المجمع الحكومي بمديرية همدان. فرار مجندي الساحات من الدفاع والداخلية كشف مصدر عسكري عن تواصل عملية تسرب المئات من مجندي وزارة الدفاع من وحداتهم العسكرية في أمانة العاصمة ومغادرتهم وحداتهم العسكرية إلى قراهم ومنازلهم خلال يومي أمس وأمس الأول. وأوضح المصدر -الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته- ل"اليمن اليوم" أن الدعوة التي وجهتها قيادة وزارة الدفاع ورئاسة الأركان عقب سقوط الفرقة الأولى مدرع "المنحلة" في يد مقاتلي أنصار الله (الحوثيين) لجميع الجنود بالبقاء بجاهزية عالية ويقظة دائمة، لم تلقَ استجابة من المئات ممن تم تجنيدهم خلال الأعوام 2011-2012 م من ساحات الاعتصامات وتوزيعهم على مختلف وحدات الجيش بناء على توجيهات حزبية وعسكرية نافذة من حزب الإصلاح، حيث واصلوا أمس فرارهم من معسكراتهم بأسلحتهم الشخصية، فيما يرتدي بعضهم الزي العسكري والبعض الآخر تخلص منه وفر بملابس مدنية، مشيرا إلى أن نفس الأمر يحدث في الوحدات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية وخصوصا قوات الدوريات وأمن الطرق وحراسة المنشآت وحماية الشخصيات، والتي تم تجنيد الآلاف فيها من حزب الإصلاح. الشرطة العسكرية تتسلم عدداً من المقار الحكومية.. وإعادة منزل كرمان.. ومنع نسف منزل قحطان وواصلت الشرطة العسكرية، أمس، استلام مقار ومبانٍ حكومية كان مقاتلو جماعة الحوثي قد سيطروا عليها أو أعلن أفراد حراستها انضمامهم لمطالب جماعة الحوثي في إسقاط الجرعة وإقالة الحكومة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر عسكري قوله إن قوات الشرطة العسكرية وبإشراف مباشر من وزارة الدفاع بدأت، مساء الأحد، مهمة استلام المنشآت الحكومية بعد إخلائها من مسلحي الحوثي. على صعيد متصل، تحدث القيادي في جماعة الحوثي، علي البخيتي، عن قيامه، صباح أمس، بزيارة إلى منزل توكل كرمان الذي سيطر عليه مقاتلو الجماعة مساء الأحد، مشيرا إلى أنه قام بنفسه بتسليم المنزل إلى شقيقات توكل بعد التأكد من وجود كافة محتوياته. وذكرت مصادر خاصة ل"اليمن اليوم" تواصل شخصيات سياسية مع الناطق الرسمي للحوثيين، محمد عبدالسلام، من أجل إخلاء منزل القيادي في الإصلاح، محمد قحطان من مسلحي الجماعة والحيلولة دون تفجيره. الصحة:200 قتيل و461 جريحاً منذ بدء المواجهات وقال مدير عام الطوارئ والإسعاف في الوزارة، علي سارية، إن طواقم الإسعاف التابعة للوزارة انتشلت، أمس، قرابة 53 جثة لترتفع بذلك حصيلة قتلى المواجهات التي شهدتها العاصمة منذ السادس عشر من سبتمبر الجاري إلى 200 قتيل وأكثر من 461 جريحا. وشهدت مناطق عدة في جنوب وشمال وغرب الأمانة معارك عنيفة مع إعلان جماعة الحوثي مرحلة الحسم "الثوري" لتلبية مطالب أنصارها المرابطين في مخيمات منذ أكثر من 5 أسابيع. عودة تدريجية للملاحة الجوية واستأنفت عدة شركات عربية أمس رحلاتها الجوية إلى صنعاء بعد توقف دام لأيام، فيما لا تزال الدراسة معلقة في الجامعات والمدارس الحكومية. وقال مدير عام مطار صنعاء، خالد شايف إن الملاحة الجوية في صنعاء عادت إلى طبيعتها، مشيرا في تصريح نقلته وكالة سبأ الحكومية إلى أن شركات الأردنية والمصرية ستنظم أكثر من رحلة إلى مطار صنعاء وأن حركة الملاحة الجوية مستمرة على مدار الساعة. ودعا شايف بقية الشركات إلى استئناف رحلاتها. استمرار تعليق الدراسة من جانبها لا تزال الدراسة في الجامعات والمدارس الحكومية معلقة منذ إعلان وزيري التربية والتعليم العالي تعليق الدراسة مع بدء المواجهات المسلحة، الخميس، في الضاحية الشمالية للعاصمة. وتوقعت مصادر أكاديمية أن تستأنف الدراسة في المؤسسات الحكومية عقب عيد الأضحى المبارك.