تحتضن ساحة العروض بمدينة عدن (اليوم) فعالية جماهيرية يطلق عليها الحراك الجنوبي مسمى (مليونية الحسم)، ويقول إنها ستكون الأكثر حشداً من بين جميع مليونيات الحراك السابقة. وتوقع مراقبون أن تكون هذه المليونية كما يريدها الحراك -الأكثر حشداً- كون أطرافاً عدة تقوم بالحشد لها، وأهمها المكون المشارك في الحوار باسم الحراك والمقرب من الرئيس عبدربه منصور هادي، وكذلك فرع حزب الإصلاح في عدن، فضلاً عن المشاركة الفاعلة لمكونات الحراك المعروفة ب"قوى التحرر والاستقلال" التابعة للبيض وباعوم، وكذا المجلس الوطني. وتوافدت الوفود عصر ومساء أمس إلى ساحة العروض بمديرية خور مكسر، قادمة من مختلف المحافظات الجنوبية، فيما رُفعت الأعلام الشطرية في الشوارع الرئيسة بمحافظة أبين. وقالت مصادر أمنية في عدن ل"اليمن اليوم" إن توجيهات عليا صدرت مساء الأحد لقادة الجيش والأمن قضت برفع الآليات العسكرية والجنود المتمركزين في ساحة العروض منذ إعلانها نهاية العام منطقة عسكرية. وأشارت مصادر محلية إلى أن الأعلام الشطرية وصور نائب الرئيس السابق علي سالم البيض، غلبت على شعارات الوفود القادمة للمشاركة في المهرجان، إضافة إلى لافتات قماشية تدعو إلى سرعة إعلان الانفصال أو ما يسمونه (فك الارتباط بالشمال). ودعت مكونات في الحراك الجنوبي، بعضها لم تدع إلى فك الارتباط من قبل، أبناء المحافظات الجنوبية للزحف إلى عدن لإعلان الانفصال في ذكرى أكتوبر. ومن بين أبرز الداعين لذلك مستشار رئيس الجمهورية عن الحراك الجنوبي، ياسين مكاوي، الذي قال إن العملية السياسية توقفت مع استمرار سيطرة الحوثيين على صنعاء وما وصفها ب(استقواء الجماعة بقوة السلاح) كما أشار إلى رفض الجماعة والمؤتمر الشعبي العام لمدير مكتب رئيس الجمهورية، أحمد بن مبارك، كرئيس للحكومة. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر رفيع في اللجنة التحضيرية للفعالية بأن عدداً من القيادات التي شاركت في الحوار باسم الحراك والمقربين من الرئيس هادي يتواجدون في عدن منذ أيام، وعلى رأسهم اللواء خالد باراس، لإنجاح هذه الفعالية والحشد لها، مشيراً إلى أنهم أنفقوا أموالاً باهظة لضمان الحشد الجماهيري. ودعا باراس وزملاؤه في بيان رسمي صادر عنهم أمس (أبناء الجنوب بكافة شرائحهم وانتماءاتهم السياسية للمشاركة الفاعلة والتوجه صوب مدينة عدن الباسلة لإحياء فعالية الذكرى ال51 لثورة ال14 من أكتوبر المجيدة، وتوجيه رسالة للعالم أجمع أننا كجنوبيين يجمعنا عشق لا ينتهي اسمه الجنوب أرضاً وإنساناً وشعباً وتاريخاً منذ قديم الأزل". ودعا البيان كل القوى السياسية والجنوبية أن "يكونوا تحت مكون واحد يضم الجميع، يكون اسمه الجنوب ويعمل الجميع تحت إطاره وبالطريقة التي يختارها كل مكون شريطة أن يكون الجنوب وأهداف ثورته السلمية هما الأهداف الأسمى للجميع.. ونقولها بأعلى أصواتنا عاش الجنوب وشعبه فالجنوب همنا وتحقيق أهدافه حلمنا". من جهته قال علي سالم البيض في بيان صادر عنه أمس إن التحرك الواعي الناضج لالتقاط اللحظة التاريخية والمناسبة للانفصال أو ما أسماه "قطف ثمار النضال التحريري الشاق والطويل هو ما يعول عليه لاستعادة الدولة الجنوبية المستقلة". وقال مخاطباً أنصاره "اليوم تحتفلون وأنتم على مشارف بوابة النصر بإذن الله وعونه، مشيراً إلى ما شهدته صنعاء من متغيرات". قتلى وجرحى وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن 3 قتلوا على الأقل وأصيب 5 آخرون جراء انقلاب شاحنة كانت تقلهم إلى عدن. وأشارت المصادر إلى أن الشاحنة كانت ضمن وفد قادم من الضالع عندما انحرفت عن مسارها في منطقة مثلث العند وانقلبت مخلفة قتلى وجرحى. مخاوف أمنية .. وتحذيرات وأعلنت قوات الأمن والجيش، أمس، الاستنفار في عدن تحسباً لهجمات إرهابية قد تستهدف المهرجان. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن قوات الأمن والجيش استحدثت العديد من النقاط في الشوارع والأحياء وكثفت من انتشارها في شوارع مديرية خور مكسر، موقع المهرجان تخوفاً من وقوع أعمال عنف، مشيرة إلى أن الاستنفار جاء بناء على بلاغ من غرفة عمليات جهاز الأمن السياسي في عدن، والذي يترأسه شقيق رئيس الجمهورية، ناصر منصور هادي، تفيد بدخول سيارتين مفخختين إلى عدن قد تستهدف فصيل الحراك التابع للبيض والمتهم من قبل تيارات أخرى بموالاته إيران. وفي إطار الأجندة المتضاربة وتفعيل ورقة الحراك الجنوبي بعد المتغيرات في صنعاء، أنزل أمس أفراد من اللجان الشعبية في محافظة أبين أعلام دولة الوحدة ورفعوا بدلاً عنها الأعلام الشطرية في الطرقات الرئيسية. وقالت مصادر محلية متطابقة في المحافظة ل"اليمن اليوم" إن أفراد من اللجان الشعبية المتمركزين في نقاط التفتيش بمنطقتي المسيمير والخاملة بمديرية زنجبار مركز المحافظة قاموا بإنزال علم (الجمهورية اليمنية) ورفعوا أعلام الجنوب، ورددوا شعارات تطالب بفك الارتباط مع الشمال أثناء مرور مواكب سيارات على متنها أنصار الحراك الجنوبي في المحافظة المتجهين إلى محافظة عدن للمشاركة في المليونية التي دعت إليها قيادات الحراك للاحتفاء بذكرى العيد ال51 لثورة 14 أكتوبر.