سيطر تنظيم الدولة الإسلامية داعش على قضاء هيت بشكل كامل بعد أن انسحبت قوات الجيش العراقي من معسكر هيت، في محافظة الأنبار غرب البلاد، مساء الأحد. وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، أحمد حميد، إن "قوات الجيش في معسكر هيت، القريب من القضاء، انسحبت من موقعها بغرض تعزيز حماية قاعدة البغدادي (الأسد سابقاً)". وأوضح أن "قرار الانسحاب للقوة التي يبلغ عددها أكثر من 300 جندي، صدر بالتنسيق بين القادة العسكريين والمسؤولين في المحافظة"، مؤكداً أن "الانسحاب ليس بسبب تعرضها لهجوم من الإسلاميين المتشددين". من جانبه نفى مسؤول تركي أن تكون بلاده قد وافقت على استخدام قواعدها من قبل الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء التركي، أمس الاثنين، إن تركيا لم تتوصل إلى اتفاق جديد في هذا الشأن. وكان مسؤول أميركي في وزارة الدفاع قد أعلن، الأحد، أن تركيا وافقت على أن تستعمل الولاياتالمتحدة قواعدها الجوية، خصوصاً قاعدة انجرليك، في إطار الحملة الدولية ضد تنظيم "داعش". وقال هذا المسؤول، الذي فضَّل عدم الكشف عن هويته، لوكالة "فرانس برس" إن "تفاصيل استعمال القواعد التركية ما زالت قيد البحث". ويستعمل سلاح الجو الأميركي منذ زمن طويل قاعدة "انجرليك" الواقعة في جنوبتركيا، وينشر فيها حوالي 1500 من رجاله. ولكن حتى الآن تقلع الطائرات المكلفة بعمليات القصف ضد تنظيم "داعش" من قواعد في الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر، حيث المركز الجوي العملاني ل20 دولة في المنطقة. كما تتمركز طائرات "إف – 16" أميركية منذ العام الماضي في الأردن، ووقع "البنتاغون" اتفاقات مع عمان لاستعمال قواعد عسكرية. ويستعمل الجيش الأميركي أيضاً قاعدة في "دييغو غارسيا"، وهي أرض بريطانية في المحيط الهندي لطائراته من نوع "بي 52" و"بي 2". من جانبها، أكدت سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأميركي، أن تركيا قبلت التعاون على أصعدة عدة في حرب التحالف الدولي على المتطرفين في سوريا والعراق، مشيرة أيضاً إلى موافقتها على تدريب المعارضة السورية على أراضيها. وأضافت رايس: "لم نطلب من الأتراك إرسال قوات برية إلى سوريا. مصلحتنا في الآتي: أن يلتزم الأتراك، وهذا ما فعلوه في الأيام الماضية، ويسمحوا للولايات المتحدة والحلفاء باستخدام القواعد العسكرية والأراضي التركية كمركز انطلاق. والآن لحقت تركيا بما بادرت به السعودية، وهو تدريب المعارضة السورية المعتدلة، وهذا مساهمة كبيرة، وكذلك التزمت أنقرة بأن تتيح منشآتها كافة للحلفاء". وقالت رايس: "أجدد التأكيد هنا أننا لا ننسق مع إيران، ونعلم أنها تدعم بمفردها القوات العراقية، ولا ننوي التنسيق معها ولا نتشاور معها مباشرة بشأن الحرب على داعش".