قال رئيس الوزراء الليبي، عبدالله الثني، أمس الأربعاء، إن قوات الجيش والمجموعات الشبابية التي تدعمها، تمكنت من الدخول إلى مدينة بنغازي، شمال شرقي البلاد، لمواجهة المجموعات المسلحة "المتشددة". وأضاف الثني في مقابلة خاصة مع "سكاي نيوز عربية"، أن "الثوار تمكنوا من السيطرة على معسكر 17 فبراير"، الذي تسيطر عليه منذ أسابيع جماعات "متطرفة"، مشيراً إلى أن "محيط مدينة بنغازي بات منطقة آمنة". وسُمعت طلقات نارية ودوي انفجارات في أنحاء عدة من مدينة بنغازي، صباح أمس الأربعاء. يأتي الإعلان عن الهجوم الجديد بعد ستة أشهر من بدء حفتر عملية عسكرية ضد المجموعات الإسلامية المسلحة التي وصفها ب"الإرهابية". وتشهد مدينه بنغازي، منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011، انفلاتاً أمنياً واسع النطاق وعنفاً مستمراً، يتجلى في عمليات خطف وتفجير واغتيال تطال عناصر الجيش والشرطة وإعلاميين وسياسيين ورجال دين وناشطين. بوابة للتحرير الكامل وقال حفتر، في بيان بثته قنوات ليبية موالية، إن "تحرير مدينة بنغازي واستقرارها هو المرحلة الاستراتيجية الأهم في معركة الجيش ضد الإرهاب، لأنها ستفتح الباب أمام تحرير كل ربوع الوطن من الإرهابيين العابثين باستقراره وأمنه ووحدته". وأكد شهود عيان أن دبابات هاجمت مقر "كتيبة 17 فبراير" الميليشيا الإسلامية، في حين شنَّت مقاتلات تابعة لحفتر غارات على مقر الكتيبة الواقع في غرب المدينة. والعملية التي بدأها اللواء المتقاعد المثير للجدل، الذي شارك في الانتفاضة ضد النظام السابق، لم تحقق كثيراً من النجاح. بل على العكس من ذلك، فقد طردت قواته من بنغازي ميليشيات إسلامية، ضمنها أنصار الشريعة، التي تصنفها واشنطن منظمة "إرهابية". وشكلت المجموعات الإسلامية "مجلس شورى ثوار بنغازي"، الذي يجمع بين المتطرفين، وآخرين أكثر اعتدالاً. ومنذ ذلك الحين، تدور معارك دامية، بشكل شبه يومي، بين الطرفين أوقعت حوالي خمسين قتيلاً في الأسبوع الماضي. وتدافع قوات حفتر منذ أسابيع عدة عن مطار بنغازي، آخر معاقلها، منذ فقدت سيطرتها على قواعد عسكرية مهمة. وقتل سبعة جنود، الثلاثاء، بانفجار سيارة مفخخة قرب المطار، بحسب متحدث باسم القوات الموالية لحفتر. وقد أكد حفتر أن "الساعات والأيام المقبلة ستكون صعبة على الليبيين، لكنه لا بد من ذلك لكي نعيد الأمن والأمان". إحياء الأمن الذاتي كما دعا أحد المتحدثين باسمه الشبان في بنغازي إلى ضمان أمن أحيائهم وعدم السماح للإسلاميين بدخولها. ويستند اللواء حفتر، الذي يتهمه خصومه باغتنام الفوضى التي تغرق فيها ليبيا للقيام بانقلاب، إلى عدد من الضباط السابقين في الجيش وكتائب أخرى في شرق البلاد، بينها القوات الخاصة والقوات الجوية. وللمرة الأولى، أكد حفتر أنه "سيعلن انتهاء خدمته العسكرية عقب خوضه معركة تحرير بنغازي" بعدما كان يعتمد الغموض حول نواياه الحقيقة. إلا أنه لم يوضح ما إذا كان يسعى إلى دخول المعترك السياسي.. يذكر أن السلطات الانتقالية كانت دانت عملية حفتر في أول الأمر، لكنها باتت متهمة من قبل معارضيها بأنها متواطئة معه، خصوصاً بعد خسارتها طرابلس. وتفرض مجموعة من الميليشيات، وخصوصاً الإسلامية منها، وميليشيا مصراتة (شرق العاصمة) سيطرتها على العاصمة منذ آب/أغسطس الماضي، في ختام أسابيع من المعارك مع ميليشيات أخرى مؤيدة للحكومة، وخصوصاً ميليشيا الزتنان (غرب طرابلس). وشكلت الميليشيات المنضوية تحت لواء "فجر ليبيا" حكومة ظل في العاصمة. وقد اضطرت حكومة عبدالله الثني والبرلمان، اللذين تعترف بهما الأسرة الدولية، إلى الانتقال إلى أقصى الشرق الليبي الخاضع لسيطرة قوات حفتر هرباً من الميليشيات. ووعد حفتر بإعادة السلام والأمن إلى بنغازي، التي هجرها الدبلوماسيون الذين تعرضوا لهجمات دامية منذ العام 2011. وأخطرها الهجوم الذي تعرَّضت له القنصلية الأميركية في أيلول/سبتمبر 2012 وأدى إلى مقتل السفير وثلاثة أميركيين آخرين.