ودع الوطن، أمس، بموكب جنائزي رسمي وشعبي مهيب جثمان المفكر والأكاديمي السياسي البارز الشهيد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل إلى مثواه الأخير في مقبرة خزيمة بالعاصمة صنعاء. ومنذ الصباح الباكر توافد الآلاف من سكان العاصمة صنعاء تتقدمهم القيادات السياسية والرسمية والحزبية وكبار الأدباء والمثقفين وقيادات المجتمع المدني للمشاركة في تشييع الهامة الوطنية ورجل الحوار والمدنية الذي اغتالته يد الغدر والإرهاب الأحد الفائت. جرت الصلاة على جثمانه الطاهر في مسجد قبة المتوكل قبل أن ينطلق الموكب الجنائزي ليوارى جثمانه في مقبرة خزيمة وسط تعالي أصوات المشيعين مطالبين بالتكاتف وتجسيد مبادئ الشهيد ووضع حد للإرهاب، كما طالبوا الأجهزة الأمنية القيام بواجبها في ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع. كما نوّه المشيعون بمناقب الشهيد وما تحلى به من صفات حميد جعلته قريباً من الجميع بأفكاره الوطنية النيرة، كما كان يقف دوماً إلى جانب نصرة المظلومين. وزار الأستاذ خالد محفوظ بحاح – رئيس الوزراء المكلف- أمس منزل الشهيد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل, لتقديم التعازي لأسرة المتوكل. وقال بحاح إنه فُجع باغتيال الدكتور المتوكل, موضحاً بأنه سارع وقلبه يعتصره الألم لتقديم واجب العزاء لعائلته الكريمة. وكتب رئيس الوزراء المُكلف في منشور له بالفيسبوك عن رحيل الدكتور المتوكل, بدأه بكلمات وصف بها شخصية الراحل قائلاً (كاتب ومفكر من الطراز الأول وجه ذو ملامح جادة، جسم نحيل وقلب نابض بحب الوطن هذا ما يمكن اختزاله في شخصية ترجّلت فجأة إلى عالم آخر لتشاهد عن بعد ما يحدث لوطن عظيم). مضيفا: "بغتة ومن غير سابق إنذار نفجع باغتيال الدكتور العزيز محمد عبدالملك المتوكل، يرحل عن الدنيا تاركاً بصمة حلم لدولة مدنية تحترم سيادة القانون وتنتهج العدالة". وواصل بحاح (إلى حيث كان يعيش رحمه الله سارعت وقلبي يعتصره الألم لتقديم واجب العزاء لعائلته الكريمة، هنا تكاد الجدران تتحدث عن تواضع جميل وهامة خلّفت دستوراً من المبادئ العظيمة والقيم النبيلة، كل شيء ينبئك بما لهذا الرجل من خصال جعلت منه مدرسة يحتذى بها وثقافة ستبقى محفورة في قلوب وأذهان كل اليمنيين ممن يعشقون حب الأوطان ويسعون لرؤية أمة من الناس تعيش بكل حقوقها آمنة مطمئنة). منوها إلى أن (الوطن فوق الجميع والمبادئ هي الحَكم في صناعة الأمجاد هكذا كان-المتوكل- في حياته وكذلك يوم رحيله). وأكد بحاح أن الوطن بفراق الدكتور المتوكل خسر (صاحب سيرة نيّرة أبت إلا أن تقف مع الحق ولأجله مضت غير مبالية منتهجة الحكمة والاتزان). الزياني يدين الجريمة إلى ذلك تواصلت ولليوم الثالث على التوالي بيانات الإدانة لجريمة اغتيال الدكتور المتوكل، مؤكدة أن اليمن خسر أحد أبرز رجالاته العظماء المستنيرين الجادين في سعيهم لبناء الدولة المدنية. وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج الدكتور عبداللطيف الزياني في معرض إدانته: "إن اغتيال الدكتور محمد عبدالملك المتوكل خسارة كبيرة لليمن وقواه السياسية الوطنية والمسيرة السلمية لما عرف عنه من مواقف وطنية مخلصة وما بذله من جهود متواصلة لدفع العملية السياسية في اليمن"، معرباً عن أمله في سرعة القبض على مرتكبي هذا الحادث الإجرامي الشنيع وتقديمهم للعدالة.