أشارت مصادر مطلعة في الولاياتالمتحدة إلى أن واشنطن بصدد فرض عقوبات شخصية على القائد الليبي خليفة حفتر الذي يقاتل التشكيلات الإسلامية المتطرفة تحت يافطة معاقبة الفصائل المتناحرة في ليبيا. وأفادت المصادر ذاتها بأن هذه الخطوة تبرهن استحالة فرض واشنطن عقوبات على مثل هذه التشكيلات المسلحة المتشددة كما سترجح كفتها على أرض الواقع، إضافة إلى أن العقوبات المفروضة على خليفة حفتر من شأنها أن تؤثر سلبا على عملية "كرامة ليبيا" التي حققت تقدما كبيرا على حساب هذه الميليشيات التي تسعى إلى إدخال البلاد في دوامة من الفوضى والعنف. ويزعم مسؤولون أميركيون أن الولاياتالمتحدة تبحث فرض عقوبات على الفصائل التي تقاتل في ليبيا للحيلولة دون تحول المواجهات إلى حرب بالوكالة تغذيها قوى إقليمية بالدفع نحو حرب أهلية شاملة لإرغام زعماء المتشددين على التفاوض. وأعرب في هذا السياق متابعون للشأن الليبي عن استغرابهم لعملية فرض واشنطن لعقوبات على طرف دون آخر، مشيرين في هذا السياق إلى غض الولاياتالمتحدة الطرف عن الشخصيات المتطرفة التي تربطها علاقات وطيدة بقطروتركيا. وأدى التدخل الخارجي إلى تفاقم القتال بعد ثلاثة أعوام من سقوط نظام معمر القذافي حيث تدعم قطر وإلى حد ما تركيا قوات على صلة بالإسلاميين المتشددين. يذكر أن التشكيلات الإسلامية المتشددة في ليبيا مدعومة من قبل قطر بالمال والعتاد العسكري. وستكون العقوبات الأميركية منفصلة عن عقوبات محتملة للأمم المتحدة تهدف إلى الضغط على الفصائل والمقاتلين الليبيين للمشاركة في مفاوضات سياسية ترعاها المنظمة الدولية ويرأسها مبعوث الأممالمتحدة بيرناردينو ليون. وطرحت علنا إمكانية فرض عقوبات للأمم المتحدة لكن لم يكشف من قبل عن فرض عقوبات أميركية منفصلة. ورفض المسؤولون الأميركيون تحديد الأشخاص الذين قد تستهدفهم العقوبات أو السبب في أنهم يشعرون بضرورة النظر في عقوبات أميركية منفصلة عن الأممالمتحدة. ولم يفصحوا أيضا عن نوع العقوبات التي سيقترحونها. أما بالنسبة إلى عقوبات الأممالمتحدة فإنها ستستهدف حال تطبيقها الأفراد أو الجماعات المشاركة في القتال وليس داعميهم الأجانب وستجمد أصولهم بالإضافة إلى فرض حظر للسفر. معركة بنغازي ويواصل الجيش الليبي تقدمه في أحياء بنغازي، حيث تنحصر المواجهات في حيي بلعون والصابري، فيما زار وفد من الحكومة والبرلمان الليبي بنغازي للتأكيد على دعم الحكومة للعملية العسكرية التي يقوم بها الجيش في مواجهة المسلحين. وكان الجيش طالب سكان حييي بلعونة والصابري بإخلائهما تمهيدا لعملية الاقتحام. وشن الجيش الليبي في منتصف شهر أكتوبر هجوماً لاستعادة المدينة، وأسفرت المعارك الدائرة منذ ذلك الحين عن مقتل 286 شخصاً على الأقل.