تجددت الاشباكات بين المليشيات المسلحة من جهة وقوات الجيش التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر من جهة اخرى بمدينة بنغازي في شرق ليبيا مما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وإصابة نحو 16 آخرين بجروح. وذكرت مصادر عسكرية وشهود عيان إنه سمع دوي انفجارات مساء أمس الأربعاء في منطقة الليثي كما شوهدت طائرة حربية تحلق في سماء المنطقة التي شهدت قتالا ضاريا بين قوات حفتر و جماعات مسلحة بينها أنصار الشريعة. وقال الشهود إن عددا من الأسر فرت من المنطقة. فيما قالت مصادر طبية إن القتال اسفر عن مقتل خمسة من الموالين لحفتر واصابة 16 بجروح. وتعيش بنغازي وهي ثاني اكبر المدن في شرق ليبيا حالة من الانفلات الامني منذ شن حفتر هجوما على المليشيات المسلحة مستخدما الطيران الحربي والمدفعية في محاولة لطردهم من المدينة. ولكن المليشيات المسلحة تمكنت في وقت سابق من هذا الشهر من اجتياح المعسكر الرئيسي الذي كان حفتر يحاول السيطرة عليه بمساعدة وحدات من الجيش الليبي النظامي. وكان اللواء الليبي المتقاعد أقر مطلع الشهر الجاري بأن قواته انسحبت "تكتيكيا" من بعض مواقعها في بنغازي، نفيا أن تكون الميليشيات المسلحة قد سيطرت على المدينة. ونقلت التقارير عن حفتر قوله إن ما وصفه بادعاء الميلشيات الليبية سيطرتها على مدينة بنغازي "محض أكاذيب وافتراء". ووصف انسحاب قواته من بعض مواقع تمركزها ب "الموقف التكتيكي تمهيدا لمزيد من المعارك". وتقاتل الميليشيات المسلحة القوات الموالية لحفتر، الذي يشن حملة يقول إنها تستهدف التخلص من الميليشيات المتطرفة والإرهابيين. وطرح مجلس الحكماء والشورى في ليبيا مطلع الشهر الجاري مبادرة لتسوية الصراع العسكري الدائر في البلاد تشمل إعلان طرابلس وبنغازي مدينتين خاليتين من مظاهر التسلح. وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن المبادرة نصت على "إيقاف إطلاق النار من جميع الأطراف المتنازعة" ليتمكن المجلس من الحوار مع هذه الأطراف كافة. ويهدف الحوار إلى التوصل إلى حلول تضمن بسط سيطرة الدولة وضمان هيبتها وتسليم كل المواقع التابعة للدولة إلى جهات الاختصاص المتمثلة فى وزارة الداخلية والجمارك والموانئ وتسليم المعسكرات لرئاسة الأركان. وتتضمن المبادرة، ، إعلان بنغازى وطرابلس مدينتين خاليتين من مظاهر التسلح، مع تحديد إطار زمني لتنفيذ بنود هذة المبادرة بالتزامن مع تسليم المواقع من الأطراف المتنازعة. وتشمل نصوص المبادرة وقف جميع الحملات الاعلامية التي تطلقها القنوات التابعة للأطراف المتنازعة اعتبارا من إعلان المبادرة. وتنتمي الميليشيات التي تقاتل في بنغازي إلى يسمى "مجلس شورى ثوار بنغازي" وتنضوي تحتها ميليشيات مختلفة كما تتقاتل الفصائل المتصارعة فيما بينها من أجل السيطرة على بنغازي ومنها تنظيم أنصار الشريعة. وقالت وزارة الصحة الليبية إن عدد القتلى في طرابلس منذ تصاعد العنف في الشهر الماضي بلغ 214 بينما أصيب أكثر من 981 آخرين. ولا تزال السلطات المختصة تصارع لإخماد الحرائق في مخازن النفط. ووصل القتال بين المليشيات المسلحة المتناحرة فيما بينها في ليبيا خلال الأسبوعين الماضيين إلى أسوأ مراحله منذ الحرب التي أطاحت بمعمر القذافي عام 2011 مما دفع بعض الدول الغربية إلى ان تحذو حذو الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة وتسحب دبلوماسييها من ليبيا ومقتل مئات م الاشخاص منذ اندلاع القتال منتصف الشهر الماضي في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي في شرق البلاد. وأخلت الولاياتالمتحدة سفارتها في ليبيا مع نهاية الشهر الماضي ونقلت العاملين بها تحت حراسة مشددة عبر الحدود إلى تونس بسبب تصاعد الاشتباكات بين الميليشيات المتقاتلة في طرابلس. كما أجلت الولاياتالمتحدة ايضا رعاياها المتواجدين في ليبيا بسبب الوضع الطارئ وغير المستقر الذي يخيم على البلاد. ولا تزال الولاياتالمتحدة تحت تأثير الحادث الذي وقع في 11 سبتمبر 2012 ضد القنصلية الأمريكية في بنغازي وقضى فيه أربعة أمريكيين من بينهم السفير كريستوفر ستيفنس. وقد حذرت جماعة أنصار الشريعة الولاياتالمتحدة من التدخل في أزمة البلاد وهددتها بأنها ستواجه ما هو أسوأ من الصراعات التي خاضتها في الصومال أو العراق أو أفغانستان. وأدرجت واشنطن الجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. والجماعة متهمة بتدبير الهجوم على القنصلية الأمريكية.