أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وبعد: لعلك قد عرفت يا فهيم.. كيف كانت سوريا الاقتصاد والزراعة والعلم والثقافة والتجارة، قبل غارات التتار، وأين صارت ليبيا في الربيع، وإلى أين كان مآل مصر في ظل حكم التبيع.. ما يجري في العراق لعلك تتابع، وترى اليمن في عهدة الفصل السابع. أمريكا وإخوانها، وما أدراك ما إخوانها.. علمت واشنطن ما نبشت ونصبت، وما قدمت وأخرت.. إذ الوحوش من كل الآفاق حشرت، وإذ جمعت الدواعش وسلحتهم ونشرت، وإذ الكلاب سعرت وأحضرت، وإذ المكفرين أخرجت، وإذ الدواهي أسرجت.. إذا السيارات فخخت وفجرت، وإذا المتفجرات قرحت وأهلكت، وإذا الأحزمة نسفت، وإذا الأشلاء الآدمية طيرت، وإذا الرقاب حزت وقطعت، وإذا الرؤوس عند أبواب المدارس علقت، وإذا المظالم أرسيت..إذا الدماء سارت أنهارا، وإذا الدموع صارت بحارا.. إذا السبايا سيرت، وإذا النساء بيعت، وإذا أنكحة الجهاد حللت، وإذا العاهرات دللت.. إذا الفجور تداول، وإذا التكفير تطاول.. إذا المباني دكت، وإذا الأرض حرقت، وإذا المدن خربت، وإذا المشاريع دمرت، وإذا الثروات أهدرت.. إذا الشعوب قسمت وشردت، وأفقرت، وإذا الجيوش مزقت، وإذا الجنود نحرت، وإذا الجماجم كسرت.. إذا الطوائف سألت بأي ربيع هجرت، وإذا الطائفية بعثت، وإذا الوحدة بعثرت، وإذا المذهبية استحضرت.. إذا العقول غيبت، وإذا الأفهام زيفت، وإذا المدارس أغلقت، وإذا الجامعات عطلت، وإذا القبور نبشت، وإذا الآثار نهبت.. هل رأت أمريكا ثوراتها صارت هباء، ورأت ربيعها آل سرابا.. لكنها ترضى عن دولة خلافة صيرت الدين إرهابا، وجبهة نصرة جعلت التكفير صوابا، وإخوان اليمن يؤيدون القاعدة، ويقولون لهم أن انحروا الضباط فما تفعلون ليس معابا، وإن ذبح المسلمين جهاد يثيب الله عليه ثوابا.. أليس أمريكا وإخوانها من فعل كل هذا البلاء؟ ألا بلى، ألا بلى. - أتضامن مع ولدي واحد من أعضاء لجان أنصار الله المسلحين في جامعة صنعاء، قال ل"نادر الصوفي" المتخرج من كلية الإعلام إنه سيفرغ عليه "قرن رصاص آلي".. هذا التهديد بالقتل حدث يوم الخميس في حرم الجامعة.. نادر بعد خروجه وزميلته من عملهما، مرا بالجامعة أمام سائر الطلاب، والشمس في وسط السماء.. لكن عضو لجان أنصار الله اعتبرها جريمة، فهدد نادر "بقرن رصاص"، تطبيقا للقانون كما زعم.. يا أنصار الله، أدبوا عيالكم.. فقد قلتم أنكم ثوار، فما لهم يهددون الخلق بإفراغ "قرن رصاص آلي" على أجسادهم، وما لهم يتحولون إلى رقباء على الضمائر؟.. أتضامن معك ابني نادر.. لا ترهبهم!