بدأ أمس سكان منطقة خبزة في قيفة محافظة البيضاء العودة إلى مساكنهم بعد انتهاء المعارك فيها بسيطرة أنصار الله (الحوثيين) وفرار مسلحي تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن بعض النازحين جراء المواجهات التي استمرت 5 أيام عادوا أمس إلى منازلهم بعد تمشيط الحوثيين لها والتأكد من عدم وجود ألغام مزروعة فيها. وقدرت مصادر محلية متطابقة ل"اليمن اليوم" أعداد النازحين من خبزة وعدة مناطق من قيفة ب(1500-2000) نازح. وتسببت المعارك الدائرة في عدد من مناطق قيفة بمديريات رداع محافظة البيضاء, بنزوح المئات من الأهالي إلى الجبال, هرباً من القذائف وطلقات الرشاشات الثقيلة التي لا تفرق بين طفل وامرأة وشيخ وشاب، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن, يعيشون ظروفا إنسانية صعبة بسبب غياب المساعدات، سواءً من قبل الجهات الحكومية أو المنظمات الإنسانية، وتجاهل وسائل الإعلام لقضيتهم الإنسانية. وذكرت المصادر أن عدداً من القذائف كانت قد سقطت قبل يومين قرب كهوف الغبيب والشقيق والأجروف التي يتمركز فيها معظم النازحين ما أدى إلى إصابة 3 نساء و7 أطفال. ما دفع بالنازحين إلى الانتقال إلى مناطق نجد الشواهرة وشواحط وشعب الصمامة. ويشكو النازحون غياب دور السلطات الرسمية وتجاهلها لهم, موضحين أنهم منذ نزوحهم إلى الجبال قبل نحو شهرين مع بدء اشتعال المعارك بين تنظيم القاعدة والحوثيين, لم يكلف أي من المسئولين في المنطقة نفسه بزيارة واحدة إلى أماكن تواجدهم في تلك الجبال وتلمس معاناتهم, بخلاف حروب سابقة شهدتها المنطقة وتحملت الجهات المسئولة في الدولة بعضا من مسئوليتها في رعاية النازحين وتفقد أحوالهم. ويناشد النازحون في جبال قيفة جميع الإعلاميين والصحفيين ومنظمات المجتمع المدني والحقوقيين والجمعيات الخيرية وفرق وطواقم الإغاثات العالمية والمحلية والجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية, سرعة التحرك لتقديم الاحتياجات اللازمة من المواد الغذائية والمستلزمات الخاصة بمواجهة فصل الشتاء، وتسليط الضوء ومد يد العون إلى هذه القطعة الجغرافية من الأرض, كونهم على الأقل بشراً وكائنات حية تستحق إيلاءها جانبا من الاهتمام.