بعض كبراء الإخوان في حزب الإصلاح غاضبون من معارضي الاتفاق بينهم وبين أنصار الله.. يتملكهم غضب عام، رغم أن الاتفاق مرحب به، وباركته مختلف القوى، باستثناء طائفة من الإصلاحيين.. يزعم أولئك الملهمين أنهم باتوا عرضة للهجوم والتشهير والنكير بسبب هذا الاتفاق، بينما الهجوم والنكير والتشهير الذي تتلقاه قيادات الإصلاح يخرج من داخل الحزب نفسه.. الإصلاحيون هم الذين قالوا إنهم كفروا بقياداتهم، وإن هذه القيادات عبيد، فاشلين، منبطحين، خنع، ركع وسجد، أمام السيد عبد الملك الحوثي.. لم يقل ذلك مؤتمري، ولا اشتراكي، ولا ناصري، بل قاله إصلاحيون.. كل يوم تطلع قيادات الإصلاح بتصريحات تلوم فيها وتعمم اللوم: لماذا أنتم غير مستريحين لتقاربنا مع الإخوة أنصار الله؟ لماذا تجعلون الاتفاق بيننا وبينهم مطعنا في عرض الإصلاح؟ يوجهون هذا الكلام إلى الجميع بينما المعارضين للإصلاح هم إصلاحيون لم يفهموا أن قيادات حزبهم الانتهازية تريد الإفادة من أنصار الله الذين أصبحوا قوة جديدة قوية، بعد أن شعرت أن عداوتها لهم ألحقت بالحزب خسارة كبيرة. الإصلاحيون بأصنافهم الأربعة التي حددها رئيسهم الشتام الضاري اليدومي هم المعارضون، لأنهم لم يفهموا أن ما يراه اليدومي حسناً فهو للحزب أحسن، وحيثما وجدت مصلحة الإصلاح فثمة شرعه!! المؤتمر رحب بالاتفاق، وأحزاب وقوى اجتماعية أخرى باركت الاتفاق، وتتمنى على الإخوان في الإصلاح، وأنصار الله، أن يسدوا ويسددوا، فاتفاقهما على خير، يفيد الجميع، فهما طرفا الصراعات السياسية والمنازعات المسلحة التي تشهدها البلاد، وخاصة بعد أن خرجا من مؤتمر الحوار الموفنبيكي إلى جبهات القتال فورا.. اتفاق مرحب به، لأن من شأن اتفاقهما منع تطور الصراع الطائفي المذهبي، ومن المهم أن يكون الإصلاح جادا في هذا، لأنه بطل المذهبية والطائفية. يكتب كاتبون عن العلاقة التي استجدت بين الإصلاحيين وقياداتهم إثر لقاء قيادات إصلاحية مع زعيم أنصار الله، وهي علاقة الشتم والشتم الآخر، والتصنيف والتصنيف المضاد، فيقولون: هؤلاء لم يقولوا كلمة عن اتفاقات وتحالفات كثيرة، قديمة وجديدة، بين أحزاب، ولما نلتقي أو نتفق نحن وإخواننا أنصار الله يشنعون علينا.. وفي الأصل، لم يعارض الإصلاح معارض، ولم يحسده حاسد، وكل ما في الأمر، كلام عن مفاجأة قيادات الإصلاح لأتباعها بالانتقال السريع من موقف إلى موقف آخر مناقض.. فقد كان أنصار الله بنظر الإصلاحيين قيادة وأتباعا، روافض، شيعة، رأس حربة إيرانية، إرهابيين، طائفيين، دعاة إمامة، تواقين لعصر "حباب الركب"!، وفجأة صاروا شركاء، وبدل ما كانوا "حوثة" أصبحوا :أنصار الله.