(حررناكم من المركز المقدس).. مقولة مأثورة خاصة بالرئيس هادي، يفتتح بها لقاءه مع أي شخصية أو فعالية من المحافظات التي يأخذ أبناؤها في شعائرهم الدينية بالمذهب الشافعي؛ تعزوالمحافظات الجنوبية والشرقية. لم يعرف اليمن على امتداد تاريخه القديم والمعاصر نغمة الطائفية والمذهبية.. لا شيعة ولا سنة، لدينا مذهبان (الزيدي، والشافعي) وما يجمعهما أكثر بكثير مما يفرقهما، ولم يكن أحد يعرف أو يهتم بالفوارق بين المذهبين إلا الباحث المختص، وفي الأخير يصل هذا الباحث إلى نتيجة لا تقبل الجدل؛ أن الزيدي أقرب المذاهب للسنة. وعندما تم التوافق على شخص عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية لم يكن من بين المعايير مسألة المذهب، زيدي أم شافعي، على الإطلاق وإلا لما وجد طريقه إلى كرسي الحكم. وعندما طالبه – مؤخراً - مفتي تعز العلامة سهل بن عقيل، سرعة تقديم استقالته أيضاً لم يكن المذهب في وارد الأسباب، فهو – ابن عقيل- جهبذ الشافعية، وإذا ما سمع الرئيس يتبجح (حررناكم من المركز المقدس) حتما سيكرر مطالبته ولكن هذه المرة بصوت مرتفع: قدّم استقالتك فوراً يا فخامة المركز المقدس.. لقد حررتنا، شوافع وزيود، من النظام والقانون وهيبة الدولة، وأهنت مؤسساتها الوطنية والعسكرية والأمنية، والمدنية لصالح المشاريع الصغيرة.. الصغيرة جداً، والخبيثة.. ودويلة داعش التي يراد لها أن تتمدد في أجزاء من الوطن بداعي التحرر من المركز المقدس!! ومن ثم تعزيز القتل والذبح بالهوية وعلى غير قبلة.