قرأت كتاباَ عن "الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم"، قال مؤلفه إنه استخرجه من كتب الكلبي، ومقاتل، ومجاهد، و75 تفسيراً.. يقول: إن 71 سورة قرآنية فيها آيات معطلة، وأخرى معطلة لها، أو ناسخة ومنسوخة، عددت منها 341 آية.. وإن آية- يسمونها آية السيف- وهي قوله تعالى: "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم، وخذوهم، واحصروهم، واقعدوا لهم كل مرصد"، قد نسخت من القرآن 124 آية، دفعة واحدة! معقول يا مسلمين أن في القرآن آيات أنزلها الله ثم شطبت، وآيات نسخ خطها وبقي حكمها، وآيات عُطلت أو نسخت أحكامها وبقي خطها، أي تقرأ ألفاظها فقط، هكذا بلا قيمة؟ وهل معقول أن آية واحدة يسمونها آية السيف تعطل معاني وأحكام 124 آية، أو 114 آية في أقل تقدير؟ صاحب الكتاب المشار إليه، ويدعى هبة الله بن سلامة الضرير البغدادي، ما وجد آية فيها رحمة، أو صبر، أو عفو، أو صفح، أو حسنى، أو حكمة، إلا قال إنها منسوخة بآية السيف: "فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم"، ويعمم السيف على الجميع بصفتهم مشركين، ولو كانت الآية تعني المؤمنين.. فعندما يمر على آيات مثل: "ادفع بالتي هي أحسن".." فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل".. "فاصبر لحكم ربك".." واصبر حتى يحكم الله بيننا".."فاصبر على ما يقولون، وسبح بحمد ربك".."وقولوا للناس حُسنا".. يقول لك: هذه نسختها آية السيف! و"فاصفح الصفح الجميل"، و"فاعفوا واصفحوا"، و"فاعفُ عنهم واصفح"، و"خذ العفو.."، نسختها آية السيف! و"قل الله، ثم ذرهم في خوضهم يلعبون"، و"لنا أعمالنا ولكم أعمالكم"، و"إنما أنت نذير، والله على كل شيء وكيل"، نسختها آية السيف! "ولا تعتدوا"، و"فلا تعجل عليهم"، و"ذرهم يأكلوا ويتمتعوا"، نسختها آية السيف، كذلك، "لا إكراه في الدين"، و"أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"، و"فإن تولوا فما عليك إلا البلاغ"، و"فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه"، نسختها آية السيف.. و"فمن أبصر فلنفسه، ومن عمي فعليها، وما أنا عليكم بحفيظ"، "ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً"، و"وما جعلناك عليهم حفيظاً، وما أنت عليهم بوكيل" و"لست عليهم بمسيطر"، نسختها آية السيف.. وحتى قوله تعالى:"اتبع ما أوحي إليك من ربك، لا إله إلا هو"، نسختها آية السيف!! هذه فقط آيات معدودات قليلات من بين 124 آية قرآنية، قالوا إن أحكامها لا يُعمل بها، لأن آية واحدة، يسمونها آية السيف، قد عطلتها.. فمن يدفع هذه الفرية؟