استعرت أزمة الغاز المنزلي في صنعاءوالمحافظات، أمس، مع استمرارها للشهر الثاني على التوالي، مخلفة قتيلا وعددا من الجرحى. ففي صنعاء، اعترض مسلح قاطرة محملة بالغاز، تتبع المؤسسة الاقتصادية، واقتادها إلى منطقة مجهولة. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن المسلح، تبين لاحقا بأنه جندي في الداخلية، نصب قطاعا للقاطرة في منطقة بني الحارث، بينما كانت القاطرة عائدة من مأرب، وأجبر سائقها على الترجل عنها. وتجري قوات الأمن تحريات واسعة لاستعادة القاطرة، وفقا للمصدر. تلك ثاني عملية نهب، منذ الأسبوع الماضي، حيث اقتحم مسلحون ناقمون على انعدام الغاز مخازن الشركة اليمنية للغاز في منطقة جدر ونهبوا كمية كبيرة من أسطوانات الغاز المنزلي. لكن الأزمة تطورت، أمس، إلى مواجهات بين مواطنين أثناء تعبئة الغاز، ففي صنعاء أصيب عدة أشخاص بتبادل لإطلاق النار في محطة لبيع الغاز في مديرية السبعين. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن تبادلاً لإطلاق النار نشب بين مسلحين أثناء تسابق مواطنين على تعبئة الأسطوانات المنزلية، مشيرا إلى تمكن قوات الأمن من احتواء تلك الحادثة التي كادت تتسبب بحريق في المحطة، أيضا. وفي شبوة قتل شاب في العقد الثالث أثناء شجار وقع في محطة لبيع الغاز المنزلي. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن مالك شاحنة لبيع أسطوانات الغاز ويدعى عبدالستار عقيل، قتل في الشجار الذي وقع في محطة بمديرية الروضة. ووفقا للمصدر فإن شجاراً في المحطة تطور إلى إطلاق نار وأسفر عن مقتل بن عقيل. وفي محافظاتعدن، تعز، إب، الحديدة، أفاد مراسلو الصحيفة أن عراكا يحدث باستمرار بين مواطنين أثناء التسابق على تعبئة أسطوانات الغاز، حيث باتت المرابطة في طوابير طويلة أمام محلات ومحطات بيع الغاز مشهدا يوميا لا ينتهي. الشجار والعراك في محطات بيع الغاز لا يتوقف وإن كان في بعض الأحيان خفيفا. وفيما يرجع مواطنون تلك الحوادث إلى أسباب تتعلق بعدم احترام البعض للنظام القائم على أساس تعبئة الأول فالأول، يقول مالكو محطات بيع الغاز في العاصمة أن تلك الحوادث تعود إلى نقص مادة الغاز وانعدامه بصورة شبه كلية عن الأسواق، مشيرين في أحاديث منفصلة ل"اليمن اليوم" إلى توقف الشركة اليمنية عن الغاز عن تزويد السوق المحلية، بدون أسباب. ويضيف بائعون: الناس خائفون من استمرار الأزمة مما يدفعهم إلى التسابق ناهيك عن كون آخرين لا يملكون المادة منذ أيام. ويقول بائعو الغاز في صنعاء إن الأزمة الحالية دفعت بمحلات ومحطات لبيع الغاز إلى الإغلاق. في أكثر من مرة، حاولت الصحيفة التواصل مع مسئولي الشركة اليمنية للغاز، لكن لا أحد يجيب على هاتفه. وفي موقع الشركة على الإنترنت تعلن الشركة، منذ مطلع الشهر الجاري، عن مناقصة لشراء 20 ألف طن متري من الغاز فيما يشير إلى عجز الشركة عن توفير احتياجات السوق المحلية. كما تشير الشركة في موقعها إلى أن سعر اسطوانة الغاز لا يزال ب1200 ريال، بينما ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز في السوق المحلية إلى 3000 ريال. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن أمن العاصمة واللجان الشعبية التابعة للحوثيين ضبطت، أمس، عددا من مالكي محلات بيع الغاز لرفعهم أسعاره، لكن عملية الضبط لم تطل تجاراً أغلقوا محلاتهم وباتوا يبيعون أسطوانة الغاز بسعر السوق السوداء وعلى متن عربيات وشاحنات متنقلة.