شارك الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي في تظاهرة وصفت بالحاشدة، أمس، في عدن، تجديداً لموقفهم الرافض لمخرجات الحوار الوطني الذي انطلق في 18 مارس من العام الماضي. ورفع المشاركون في التظاهرة التي احتضنتها ساحة العروض بخور مكسر بعنوان (القرار قرارنا) أعلام دولة الجنوب السابقة، وشعارات انفصالية، قبل أن يتحرك المشاركون في مسيرة انطلقت من الساحة إلى أمام مطار عدن الدولي. كما صدر عن التظاهرة بيان يعد الأقوى منذ عودة الرئيس المستقيل إلى عدن، الشهر الماضي. وهاجم البيان، هادي، دون ذكر اسمه، لكنه أشار إلى أن قوى- لم يسمِّها- تستغل، حالياً، الفراغ السياسي والتنظيمي في ساحة اعتصام الحراك بعدن، وتحاول إحداث إرباك من خلال "تصدرها للمشهد الجنوبي سياسياً وإعلامياً، والتحدث باسم شعب وأرض الجنوب كطرف في صراع أجنحة سلطة صنعاء"، متهماً تلك القوى بتحويل الجنوب إلى منطلق لفرض "ما لم يعد ممكناً، أي مخرجات الحوار، كأمر واقع". واتهم البيان تلك القوى بتفكيك لحمة شعب الجنوب عبر وسائل مختلفة وحرف مسار "ثورته من خلال حشد شعب الجنوب كطرف في صراع قوى السلطة، أو الزج به في صراع طائفي مذهبي تمهيداً لوأد شعب الجنوب وتسهيل عملية احتوائه". واعتبر البيان إعلان عدن عاصمة بديلة بمثابة "استخفاف بشعب الجنوب ونقل نشاط القوى الخاسرة في صنعاء إلى عدن وإعادة إنتاج نفسها، فضلاً عن تحويل عدن إلى مركز مواجهة بين قوى متصارعة يغلب عليها طابع المصالح والأجندة الإقليمية والدولية". وكان الرئيس المستقيل، هادي، أعلن مؤخراً عدن عاصمة للجمهورية اليمنية وصنعاء محتلة. إلى ذلك أشار الأمين العام للمجلس الأعلى للثورة الجنوبية، العميد حسن اليزيدي، إلى ضعف التحضير لما أسماها "مليونية القرار قرارنا".. معللاً ذلك بالوضع الاستثنائي التي تعيشه عدن ومدن جنوبية أخرى. وقال في تصريح صحفي على هامش التظاهرة بأن هذا يأتي ليكشف جلياً مدى التخبط الذي تعيشه قوى الحراك الجنوبي، والذي أحدثه تواجد هادي بعدن قادماً من صنعاء، واستقدامه مئات المسلحين الجنوبيين كلجان شعبية من أبناء شبوة، بالإضافة إلى مدينة طور الباحة.