أنهت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز، أمس، الإشكالية التي أحدثتها تعزيزات قوات الأمن الخاصة بين قيادة المحافظة وبعض الوحدات الأمنية، فيما فشل اجتماع المكونات والقوى السياسية وجماعة أنصار الله "الحوثيين" إثر انسحاب ممثل الأخيرين من اللقاء نتيجة اتهام رئيس المشترك لقوات الأمن الخاصة بالخيانة، بينما حدثت مواجهات متقطعة بين جنود المعسكر وعناصر المشترك الذين يخيمون أمام المعسكر، لليوم الثالث على التوالي. وفي هذا الصدد أكد محافظ محافظة تعز، رئيس اللجنة الأمنية، شوقي هائل، عدم قبول أي توجيهات في غير مصلحة تعز، مشدداً على ضرورة العمل بهدوء في إطار اللجنة الأمنية وعدم اتخاذ أي قرارات انفرادية لا تتناسب مع مصلحة المحافظة. وقال شوقي خلال اجتماعه باللجنة الأمنية وبحضور أعضاء الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بالمحافظة ورئيس عمليات الأمن الخاصة، العميد ركن ناصر الشوذبي: "أي توجيهات من أي جهة كانت يجب أن تطرح أمام اللجنة الأمنية بالمحافظة لتتخذ القرار المناسب إزاءها". وأفاد "اليمن اليوم" مصدر حضر اجتماع اللجنة الأمنية أن الاجتماع أقر استيعاب احتياجات قوات الأمن الخاصة بالمحافظة من التعزيزات التي وصلتها، الأيام الثلاثة الماضية، لتغطية النقص الحاصل في تلك الوحدات لحماية المنشآت الأمنية والتصرف في القوة الزائدة، سواء بإعادتها إلى صنعاء أو تحويلها إلى محافظة إب، بالإضافة إلى التزام قيادة قوات الأمن الخاصة بأن تكون الوحدات الجديدة تحت إمرة اللجنة الأمنية ورئيسها. وأقر الاجتماع رفع جميع النقاط المستحدثة، ومنع استحداث أي نقاط أخرى بدون موافقة رئيس اللجنة الأمنية، والتزام قيادات الوحدات الأمنية والعسكرية على عدم التعامل مع أي توجيهات من أي مكان إلا عبر رئيس اللجنة الأمنية. ومساء أمس قال ل"اليمن اليوم" العميد ركن مطهر الشعيبي، مدير أمن محافظة تعز، إن الأجهزة الأمنية رفعت جميع النقاط المستحدثة، بناءً على مخرجات اجتماع اللجنة الأمنية، برئاسة المحافظ شوقي هائل، صباح أمس. وأوضح الشعيبي أن الاجتماع حدد مهلة زمنية لرفع النقاط، وهو ما تم فعلاً خلال سويعات من انتهاء اجتماع اللجنة، نافياً في نفس الوقت ما تروج له بعض الوسائل الإعلامية عن سيطرة الحوثيين على المجمع الحكومي ومطار تعز أو غيرها من المنشآت الحكومية، وأكد أن حركة الطيران في مطار تعز تسير بصورة طبيعية. من جانبه قال قائد قوات الأمن الخاصة بتعز، العميد ركن حمود الحارثي، في ذات الاجتماع إن طلب التعزيزات كان مطروحاً سابقاً على اللجنة الأمنية، ومطروحاً على قيادة قوات الأمن الخاصة بالعاصمة صنعاء منذ فترة كبيرة، كون فرع الأمن الخاصة بتعز يعاني من نقص في الآليات والأفراد، بالإضافة إلى تلقيهم معلومات مؤكدة عن مخطط لمهاجمة معسكر قوات الأمن الخاصة بتعز من قبل عناصر تنظيم القاعدة. رئيس عمليات قوات الأمن الخاصة، العميد ركن ناصر الشوذبي، أكد من جانبه أن تعز في حدقات أعين الجميع. وقال: "إننا خُدَّام للمواطنين ولسنا عسكراً عليهم, وستظل تعز عاصمة الثقافة والعلم والمعرفة"، مشيراً إلى أن قوات الأمن الخاصة التي وصلت إلى تعز، خلال اليومين الماضيين، هي من أجل تأمين السلم الاجتماعي، وهي عبارة عن كتائب متخصصة في أمن المطارات والمنشآت ومكافحة الشغب، وتلافي ما يمكن أن يحدث في القوات الخاصة بتعز، مثلما حدث في عدن ولحج. فشل اجتماع المكونات السياسية في الجانب الآخر فشل اجتماع المكونات والقوى السياسية وجماعة أنصار الله "الحوثيين" الذي كان مقرراً انعقاده، أمس، لتدارس أزمة تعزيزات قوات الأمن الخاصة، وفي نفس الوقت مواصلة مناقشة جهود حل الأزمة بناءً على اتفاق الأطراف السياسية في اجتماعهم، مطلع مارس الجاري، بجهود من المؤتمر الشعبي العام. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر قيادي إن ممثلي أحزاب" المؤتمر وحلفاءه" و"المشترك وشركاءه"، وأنصار الله "الحوثيين" وأحزاب العدالة والبناء والرشاد السلفي والأمة، عقدوا، أمس، اجتماعاً في مقر المؤتمر الشعبي العام بتعز، إلا أن الاجتماع لم يكتمل بسبب انسحاب ممثل أنصار الله إثر مشادة كلامية مع رئيس تكتل أحزاب المشترك. وأشار المصدر إلى أن المسئول السياسي لجماعة أنصار الله، سليم المغلس، بدأ الاجتماع بطرح مستجدات الأحداث الأخيرة، وتطرق إلى محاصرة معسكر قوات الأمن الخاصة بتعز من قبل عناصر المشترك واقتحام بعض المدارس والزج بالطلاب والأطفال في فوضى المظاهرات أمام بوابة المعسكر، طالباً من المجتمعين تحديد موقف تجاه هذا الأمر. وبحسب المصدر فإن رئيس تكتل المشترك، عبدالله حسن، بادر بالتعليق على حديث مسئول الحوثيين واتهام معسكر قوات الأمن الخاصة ب"الخيانة"، فطلب منه المغلس سحب هذه الكلمة، إلا أن حسن تمسك باتهاماته، مشدداً على وجوب "ترحيل" ما وصفها ب"المليشيات" التي وصلت المعسكر ومحاكمة قائده، الأمر الذي دفع ممثل الحوثيين إلى الانسحاب من الاجتماع، رافضاً العودة حتى يسحب رئيس المشترك تلك الاتهامات، معتبراً إياها دليلاً على وقوف المشترك وراء الفوضى الحاصلة أمام معسكر القوات الخاصة، وتنمُّ عن إعداد وتخطيط لاقتحام المعسكر، على غرار ما حدث في عدن ولحج. ميدانياً على الصعيد الميداني أفاد مراسل "اليمن اليوم" بتعز أن التظاهرات تواصلت، أمس، أمام بوابة الأمن الخاصة، وحدثت مواجهات متقطعة بين الجنود والمتظاهرين الذين يخيمون أمام المعسكر، لليوم الثالث على التوالي. وأكد ل"اليمن اليوم" مدير مكتب الصحة بتعز، الدكتور حسن العزي، وقوع إصابات بين المتظاهرين نتيجة إطلاق مسيلات الدموع عليهم، لافتاً إلى أن البلاغات الواردة من مستشفيات المدينة، حتى مساء أمس، أشارت إلى وصول 32 حالة مصابة بالاختناقات العادية إلى تلك المستشفيات وغادرتها بعد تلقيها الإسعافات الطبية.