منذ 17 يوماً يواصل العدوان العسكري السعودي على الشعب اليمني مهمته في قتل المدنيين وإبادة العسكريين، وتدمير البنى التحتية، ولم نر حتى تحركاً للسفراء اليمنيين في الخارج.. لم نسمع أن سفيراً في دولة عربية أو إسلامية أو غربية، التقى رئيس حكومة أو برلمان أو وزير أو أي منظمة، أو وسائل إعلام، في أيٍّ من تلك الدول ليقولوا لهم إن السعودية شكَّلت وقادت حلفاً عسكرياً للعدوان على الشعب اليمني، دون أي مبرر أو سند قانوني، ويشرحوا لهم النتائج الكارثية لهذا العدوان، على مختلف المستويات.. فلمَ هذا الخذلان من قبل سفراء اليمن في تلك الدول؟ بينما هؤلاء السفراء يمثلون الدولة اليمنية ومصالح اليمنيين، ولا يمثلون العميل عبد ربه هادي، مفقود الشرعية. يبدو أن المؤتمر الشعبي العام قد لاحظ هذا القصور أو هذا الخذلان من قبل السفراء، فأراد التعويض عن دورهم الغائب بإرسال وفد إلى الخارج يترأسه الدكتور أبو بكر القربي، الأمين العام المساعد للمؤتمر، وقرأنا في الأخبار أن هذا الوفد سيلتقي مسئولين في سلطنة عمان، وروسيا ومصر وواشنطن والأمم المتحدة، وهذا جيد وأحسن لو شمل دولاً مهمة ومؤثرة في الاتحاد الأوروبي.. ويبدو أيضا أنهم أغفلوا إيران لتجنب التهمة والحرج، ولو صح هذا كان يتعيَّن عليهم عدم وضعه في الحسبان، وحتى لو قيل إن إيران تقوم- من تلقاء نفسها- بدور واضح لوقف العدوان، فما المانع من التواصل مع المسئولين فيها لحثهم على مزيد من التحرك.. وعودة إلى ما بدأنا به عن خذلان سفراء اليمن لبلادهم وشعبهم، إضافة إلى الخذلان العربي، الذي لم تُستثنَ منه سوى سلطنة عُمان والعراق والجزائر، يتعيَّن على سفراء اليمن وبعض الدول العربية غير المعادية، الشعور بالغيرة من الموقف الذي تتبناه روسيا الاتحادية، وهي تكافح منذ عشرة أيام ضد مشروع قرار سعودي يشرعن العدوان ويزيده همجية، أو الغيرة من سفراء ومسئولين إيرانيين غيَّروا مواقف كثير من الدول تجاه العدوان السعودي على الشعب اليمني، فإيران روَّضت موقف الرئيس التركي الذي كان في اليوم الأول للعدوان يؤيده، ويرشح بلاده للدخول في نادي المعتدين، كما أرسلت وزير خارجيتها إلى باكستان، فقرر المجلس النيابي هناك عدم مشاركة باكستان في العدوان، والحكومة التزمت بقراره، وذكرت بعض المصادر أن مطالبة نائبة رئيس البرلمان الألماني كلاوديا روت حكومة بلادها وحكومات الاتحاد الأوروبي للقيام بتحرك لإيقاف العدوان السعودي، جاء بعد تواصل إيراني معها ومع مسئولين ألمان.. وحيا الله الجَمالة من أين ما جاءت.