تواصلت أمس المعارك على أشدها في محافظة مأرب بين الجيش مسنودين بلجان شعبية أنصار الله (الحوثيين) من جهة وحزب الإصلاح مسنودين بمقاتلي تنظيم القاعدة من جهة أخرى. وقالت مصادر عسكرية ومحلية ل"اليمن اليوم" إن مواجهات بمختلف الأسلحة الثقيلة اندلعت شرق مديرية صرواح التي سيطر عليها الجيش واللجان أمس الأول. وأضافت المصادر بأن تعزيزات كبيرة من مسلحي حزب الإصلاح وصلوا إلى شرق صرواح قادمين معظمهم من معسكرات الحزب في السحيل ونخلا فضلاً عن العشرات الذين تم استقدامهم على متن 8 أطقم مسلحة من معسكر تنظيم القاعدة في منطقة اللبنات التابعة إدارياً لمديرية خب والشعف محافظة الجوف، مشيرة إلى أنهم جميعا كانوا يرتدون الزي الرسمي للجيش. ويحاول الإصلاح وحلفاؤه استعادة السيطرة على صرواح أهم المديريات التابعة قبلياً لجهم، وصد زحف الجيش ولجان أنصار الله من التقدم صوب مركز المحافظة الذي يبعد 40 كيلومترا فقط من مسرح المواجهات، فضلاً عن أن معسكرات الحزب في السحيل ونخلا باتت على كف عفريت بعد السيطرة على صرواح من جهة وجبل هيلان الاستراتيجي من جهة أخرى إلى جانب ما تم السيطرة عليه الأسبوع الماضي من مناطق استراتيجية أبرزها مديرية حريب التابعة قبلياً لمراد. فيما يعمل الجيش واللجان على تعزيز السيطرة على صرواح قبل خوض المعركة الحاسمة في مناطق السحيل ونخلا، والتي يعسكر فيها مسلحو الإصلاح والقاعدة منذ سقوط الفرقة الأولى مدرع بيد الحوثيين نهاية سبتمبر الماضي. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر قبلي مقرب من الإصلاح إن مواجهات المستمرة حتى كتابة الخبر منتصف ليل أمس أسفرت عن مقتل 15 من مقاتلي الإصلاح وإصابة العشرات فيما لم تعرف حصيلة الضحايا في صفوف الطرف الآخر إلا أن المصدر ذاته أكد سقوط العشرات بين قتيل وجريح. وأكد شهود عيان للصحيفة أن 7 أطقم مسلحة تابعة لطرفي الحرب احترقت أمس. وتتخذ المعارك في مأرب أهمية استراتيجية لارتباطها بخطة العدوان السعودي "عاصفة الحزم" والتي تضع في مرحلتها الثانية الزحف البري من قبل من أسمتهم "مسلحو القبائل في مأربوشبوة" للسيطرة على مناطق خارج مأرب وبغطاء جوي من قبل مقاتلات "عاصفة الحزم" بعد أن تكون الغارات قد دمرت أسلحة الجيش والحوثيين ومخازن الأسلحة.. إلا أن التقدم الكبير للجيش ولجان الحوثيين وبالتفاف كبير من قبل أبناء قبائل مأرب المستنكرين للعدوان السعودي، أعاد خلط الأوراق بالنسبة للعدو سيما مع السيطرة السريعة في محافظة شبوة المحاذية لمأرب وقبل ذلك السيطرة على محافظة البيضاء. ويتقدم الجيش ولجان أنصار الله لحسم المعركة مأرب من 4 جهات الأول من شمال مدينة مأرب وتحديداً من جهة صحراء الجوف إلى عمق وادي عبيدة والثانية من مناطق الجدعان- خط صنعاءمأرب- والثالثة من صرواح والرابعة من مديرية حريب جنوب مدينة مأرب والتي تمت السيطرة عليها وتأمينها من قبل الجيش واللجان الأسبوع الماضي.. وضمن المحور الرابع تمركز قوات كبيرة للجيش ولجان أنصار الله في مديريات بيحان وعين وعسيلان المحاذيات لمأرب والتابعات إدارياً لمحافظة شبوة.. وكان قد تم السيطرة على المديريات المشار إليها مع بدء العدوان السعودي وذلك لقطع الطريق أمام مخططاته.