ضيَّقت قوات الجيش، أمس، في مأرب الخناق على مسلحي القاعدة وحزب الإصلاح المعسكرين في محيط مركز المحافظة، بتقدم ميداني جديد، وسط التفاف قبلي واسع. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر محلية إن وحدات عسكرية مسنودة بلجان شعبية أنصار الله (الحوثيين) يتقدمهم أبناء مأرب سيطروا، في الساعات الأولى من فجر أمس، على جبل هيلان الاستراتيجي والمطل على مقر المنطقة العسكرية الثالثة ومعسكرات القاعدة وحزب الإصلاح في نخلا والسحيل، فضلاً عن تحكمه بالطرق الرئيسية التي تصل مأرب بصنعاء. وفي المساء أشعل الجنود واللجان النار في رأس الجبل احتفاءً بالسيطرة عليه. وفي سياق التقدم الميداني الذي أحرزته قوات الجيش ولجان أنصار الله منذ بدء العدوان السعودي، تمت السيطرة، أمس، على مديرية صرواح القريبة من عاصمة المحافظة. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر محلية إن الجيش ولجان الحوثيين من أبناء قبائل جهم بقيادة الشيخ مبارك المشن سيطروا، أمس، على مديرية صرواح، وتمركزوا في المجمع الحكومي وسوق المديرية، فيما تحرك المئات من مقاتلي القاعدة والإصلاح على متن أطقم مسلحة من معسكراتهم في مناطق السحيل ونخلا لتعزيز مقاتلي حزب الإصلاح المتمركزين في أطراف مديرية صرواح، وتحديداً في منطقة الزور لصد الجيش والحوثيين وإبقائهم في صرواح. وقال ل"اليمن اليوم" الشيخ حمد بن وهيط- أحد قيادات القبائل المناهضين للحوثيين المتمركزين في نخلا- إن المئات تحركوا إلى صرواح للقتال، وأن صرواح ستكون مقبرة للحوثيين، حسب وصفه. ويعسكر مسلحو الإصلاح وحلفاؤهم وقبليون مناهضون للحوثيين، في السحيل ونخلا ومفرق هيلان، منذ سقوط الفرقة الأولى مدرع بيد الحوثيين، نهاية سبتمبر الماضي.. وفيما أكد تنظيم القاعدة مراراً تواجده في السحيل ونخلا، نفى الشيخ بن وهيط أي وجود للقاعدة في (نخلا تحديداً)، ويعدُّ بن وهيط من أبرز قيادات نخلا. ورغم تفاؤل بن وهيط ومن معه وثقتهم بأنفسهم وما يمتلكون من سلاح ورجال في السحيل ونخلا، قالت مصادر قبلية وأخرى عسكرية ل"اليمن اليوم" إن السيطرة على جبل هيلان الاستراتيجي تعني السقوط الحتمي للمعسكرين في السحيل ونخلا، وأن المعركة هناك لن تستمر طويلاً، سيما بعد أن سيطرت قوات الجيش على مديرية حريب التابعة قبلياً لمراد، والسيطرة على مديرية صرواح التابعة قبلياً لجهم. وبحسب المصادر فإن رهان الإصلاح وحلفائه في مأرب كان منصباً على حريب وصرواح.. والمضادات التي نصبوها في مفرق هيلان، مشيراً إلى أنه وبتطهير هذه المناطق والسيطرة عليها من قبل الجيش واللجان، يقتصر وجود الإصلاح وحلفائه وتنظيم القاعدة في مساحة محددة في مديرية الجوبة ووادي عبيدة. إلى ذلك قال ل"اليمن اليوم" مصدر قبلي إن الشيخ محمد بن أحمد الزايدي، والشيخ أحمد بن حجلان قادا، مساء أمس، وساطة مع قيادات الإصلاح المتمركزين في عزلة الزور، التابعة إدارياً لصرواح، وعرضوا عليهم توقيع اتفاق يقضي بعدم اعتراض قوات الجيش ولجان الحوثيين في الخط العام وتجنيب مناطقم ويلات الحرب، إلاّ أن قيادات الإصلاح رفضت التوقيع، وأن "الحوثيين والجيش المتحوث لن يمروا من صرواح إلاّ على جثثنا"، حسب وصفهم.