تمكنت وساطة قبلية، أمس، في مأرب من تأجيل الحرب المرتقبة بين أنصار الله "الحوثيين" وحزب الإصلاح بعد أن كادت تشتعل من مديرية صرواح. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر محلية إن حزب الإصلاح نصب، أمس الأول، مخيمات- يطلق عليها مطارح- لمسلحيه وسط أحياء مدينة صرواح التي يتواجد فيها الحوثيون بشكل لافت، جميعهم من أبناء مأرب. وبحسب المصادر فإن هذه الخطوة من قبل الإصلاح دفعت الحوثيين، أمس، بقيادة الشيخ مبارك المشن الزايدي إلى فرض حصار على مخيمات الإصلاح من ثلاثة اتجاهات، واقتحام إدارة الأمن ومبنى السلطة المحلية في المديرية والسيطرة عليهما في إطار السيطرة الكاملة على المديرية. وقالت المصادر إن محافظ مأرب السابق والقيادي في المؤتمر الشعبي العام، الشيخ ناجي الزايدي، قاد وساطة قبلية ونجح في تهدئة الأوضاع وأقنع الإصلاح بسحب مسلحيه ورفع الخيام، كما أقنع الحوثيين بالانسحاب من المباني الحكومية. وأشارت المصادر إلى أن الإصلاح رفض في البداية رفع بعض الخيام، لكنه رفعها وسحب مسلحيه في العاشرة مساء، وهي المهلة الأخيرة التي حددتها له الوساطة. من جهته شكر الشيخ ناجي الزايدي مشايخ جهم على تعاونهم في إقناع طرفي الصراع بالانسحاب. وحذَّر الزايدي من اندلاع مواجهات في مأرب، وقال ل"اليمن اليوم" إن الحرب في مأرب تختلف في تداعياتها حتى عن تلك التي شهدتها العاصمة. وأضاف أن يوماً واحداً من المواجهات في مأرب كافٍ لتضرر كافة أبناء الوطن، كون مأرب مصدر الطاقة. وقال الزايدي إنه لا بد من تكثيف الجهود من قبل الشرفاء لنزع فتيل الشر في هذه المحافظة الاستراتيجية التي هي محافظة كل أبناء اليمن. ودعا السلطة المحلية، ممثلة بالمحافظ الشيخ سلطان العرادة، إلى أن تقف على مسافة واحدة من كافة أبناء مأرب، كما دعا وزارتي الدفاع والداخلية للقيام بواجبهما في حماية المنشآت وبمساندة الشرفاء من أبناء المنطقة غير المنتمين لطرفي النزاع ومن يريدون إشعالها. ويعسكر مسلحو الحوثيين في منطقة محجزة بصرواح، منذ سبتمبر الماضي، إضافة إلى معسكراتهم القبلية في براقش ومفرق الجوف والجفرة على الطريق إلى مدينة مأرب، فيما يعسكر مسلحو الإصلاح وآخرون مناهضون للحوثيين في مناطق السحيل ونخلا ومفرق هيلان استعداداً للمعركة التي يخشاها كافة أبناء الوطن، نظراً لتداعياتها على المنشآت النفطية ومحطة مأرب الغازية التي تغذي العاصمة صنعاء ومعظم المدن اليمنية بالكهرباء. إلى ذلك نصب مسلحو الإصلاح في السحيل ونخلا، مؤخراً، مضادات للطيران. وأكد ل"اليمن اليوم" الشيخ حمد بن وهيط، أحد القيادات في نخلا أنه نصب في مطارحه مضادات للطيران، مشيراً إلى أن بقية المطارح "المعسكرات" نصبت أيضاً مضادات تحسباً لمشاركة الطيران الحربي مع الحوثيين. وكان الإصلاح أبلغ الرئيس هادي- قبل استقالته- في رسالة تهديد خطية بأنهم سيلجأون لضرب المنشآت النفطية والكهرباء في حال شارك الجيش والطيران إلى جانب الحوثيين. ويؤكد الحوثيون تواجداً كبيراً لمقاتلي القاعدة في صفوف المعسكرين في السحيل ونخلا، فيما نفى الشيخ حمد بن وهيط أي تواجد لمقاتلي تنظيم القاعدة في مطرح نخلا بمأرب، حيث يعسكر مسلحون مناهضون لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، منذ سقوط الفرقة الأولى مدرع، نهاية شهر سبتمبر الماضي. ويعد بن وهيط أحد القيادات في مطارح نخلا والسحيل. وقال بن وهيط في اتصال ل"اليمن اليوم" إن ما نشرته الصحيفة في عددها الصادر، الاثنين، من تعليق على صورة لمسلحيه في نخلا وأنها لمسلحين من الإصلاح والقاعدة غير صحيح. موضحاً: لن نقبل بتواجد تنظيم القاعدة في صفوفنا، كما أن صورة السيارة التي استهدفها الطيران الأمريكي، الاثنين الماضي، وقتلت 4 كانت تبعد عن مطارح نخلا أكثر من 70 كيلو متراً.