دمر العدوان السعودي يوم أمس، القصر الجمهوري وملحقاته في محافظة تعز والذي بني على نفقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات مطلع الثمانينات. وقالت مصادر "اليمن اليوم" في تعز إن العدوان نفذ أمس عدة غارات جوية استهدفت القصر الجمهوري والتشريفات التابعة له وكتيبة الحرس الرئاسي المرابطة لحماية القصر بالتزامن مع هجوم مليشيات تابعة لحزب الإصلاح بقيادة حمود سعيد المخلافي وكتيبة متمردة عن اللواء 35 مدرع، واعتداءاتهم على نقاط أمنية وعسكرية وقصف معسكر قوات الأمن الخاصة بالمدفعية رافقه سقوط قذائف هاون على عدد من المنازل والأحياء السكنية، وتسببت جميع تلك الأحداث بسقوط العشرات من الضحايا. وأفاد مراسل "اليمن اليوم" بتعز إن طيران العدوان السعودي شن 5 غارات جوية 3 منها نفذها صباحاً واستهدف من خلالها ب6 صواريخ، "فلل الضيافة" التابعة للقصر الجمهوري ومعسكر التشريفات في منطقة "الكمب" وسط مدينة تعز، مما أدى إلى تدمير أجزاء من مباني الضيافة. وذكر مراسل الصحيفة أن طائرات العدوان عاودت غاراتها الساعة الرابعة عصر أمس الجمعة وقصفت القصر الجمهوري بأربعة صواريخ دمرته والقاعات الملحقة له بشكل شبه كامل، دون معرفة مدى الخسائر البشرية نتيجة القصف الغاشم. غارات طائرات العدوان تزامنت مع الاشتباكات الميدانية الحاصلة منذ الأربعاء الماضي بين قوات الأمن الخاصة "المركزي سابقاً" وكتيبة متمردة عن اللواء 35 مدرع مسنودة بعشرات المليشيات التابعة لحزب الإصلاح بتعز. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر أمني: إن الاشتباكات تواصلت أمس الجمعة وزادت حدتها صباحا وبعد العصر خصوصاً أثناء قصف طيران العدو السعودي للقصر الجمهوري والتشريفات التابعة له، لافتاً إلى أن الاشتباكات حدثت في أماكن متفرقة من شوارع تعز وبالذات مناطق "الحصب" و"ديلوكس" و"المطار القديم"، فيما تعرضت عدد من النقاط الأمنية لهجمات متقطعة من مليشيات حزب الإصلاح. وأشار المصدر إلى أن مليشيات الإصلاح بقيادة حمود المخلافي كثفت منذ مساء الخميس هجماتها على النقاط الأمنية التي يتولى مهمتها قوات الأمن الخاصة، وذلك في محاولة من تلك المليشيات لفك الحصار المفروض على مقر الكتيبة المتمردة عن اللواء 35 مدرع والواقعة في المطار القديم، موضحاً بأن المدفعية التابعة لهذه الكتيبة قصفت أمس معسكر قوات الأمن الخاصة بعدة قذائف، نافياً في الوقت نفسه ما تناقلته بعض المواقع الإخبارية عن تعرض المعسكر للقصف من قبل طائرات العدوان. المصدر ذاته أكد في سياق حديثة ل"اليمن اليوم" سيطرة قوات الأمن الخاصة والشرطة العسكرية على جميع النقاط الأمنية وخصوصاً تلك التي تقع في شارع الدائري وحتى جوار المطار القديم، فيما تتنقل مليشيات حزب الإصلاح في الحارات والأحياء السكنية التي تنفذ منها هجومها على النقاط. وقال ل"اليمن اليوم" مواطنون وشهود عيان إن اشتباكات أمس الأول "الخميس" زادت حدتها بالقرب من المطار القديم حيث مقر الكتيبة التابعة للواء 35 مدرع وأن الأحياء المجاورة للمطار القديم تعرضت للقصف بقذائف هاون سقطت في أماكن عدة، بالإضافة إلى سقوط قذيفة في حي الروضة ، وأخرى على منزل جوار مدرسة 30 يونيو وثالثة في وادي المُدام، فيما سقطت قذيفتان بالقرب من معسكر قوات الأمن الخاصة إحداهما بجوار مستشفى دبي والأخرى جوار مسجد "عصيوران". وأكد ل"اليمن اليوم" مدير مكتب الصحة بمحافظة تعز الدكتور حسن العزي أن إجمالي البلاغات التي تلقاها المكتب من مستشفيات المدينة التي وصل إليها ضحايا القصف الجوي على القصر الجمهوري والاشتباكات الميدانية منذ صباح أمس الجمعة وحتى المغرب، بلغت 19 حالة وفاة و37 حالة إصابة من الجنود والمواطنين، فيما بلغ عدد ضحايا اشتباكات أمس الأول الخميس 30 حالة إصابة وحالة وفاة واحدة. إلى ذلك بثت قناة الجزيرة القطرية مساء أمس الأول كلمة للقيادي الإصلاحي حمود سعيد المخلافي توعد فيها الحوثيين بالدحر من محافظة تعز. وشوهد الخلافي أمس وأمس الأول وهو يحمل ال"آر بي جي" ويتوسط المليشيات التي أطلقوا عليها اسم "المقاومة الشعبية" وسط شوارع تعز، كما تداول ناشطون من ذات الحزب صوراً للمخلافي والمسلحين وبينهم ضباط يرتدون زي الجيش، قائلين بأنها من وسط المعركة، حسب وصفهم. يذكر أن أسباب تمرد كتيبة المطار القديم عن اللواء 35 مدرع تعود إلى قرار أصدره الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي قبل أيام بتعيين العميد عدنان الحمادي قائداً للواء 35 وهو ما رفضته قيادة الجيش باعتباره غير شرعي، فعمد الحمادي إلى التمركز في كتيبة المطار القديم بدعم من قيادات الإصلاح.