استُشهد وأصيب 423 شخصاً بينهم 14 شهيداً وجريحاً من كادر وموظفي قناة "اليمن اليوم"، فيما تعرض مبنى القناة للدمار الشامل بالإضافة إلى تدمير جزئي لآلاف المنازل والمنشئات المدنية وسيارات المواطنين والمحلات التجارية في مناطق فج عطان وحدة، في أعنف قصف شهدته العاصمة صنعاء ظهر أمس الاثنين منذ بدء العدوان السعودي في 26 مارس الماضي. وكثف العدوان السعودي غاراته الجوية على العاصمة أمس منذ ساعات الصباح الأولى إلا أن الدفاعات الأرضية تصدت لها بقوة وأجبرتها على الفرار لتعاود التحليق الساعة العاشرة والنصف بالتزامن مع قصف صاروخي على منطقة فج عطان التي تتعرض لقصف متواصل من قبل العدوان الغاشم على اليمن. وأفاد شهود عيان أنهم شاهدوا صاروخاً يسقط على قمة جبل عطان ويحدث انفجاراً هائلاً تلته غارات جوية استهدفت المنطقة ذاتها بقصف صاروخي فضلاً عن استهداف قناة "اليمن اليوم". وقال ل"اليمن اليوم" الدكتور علي أحمد سارية مدير عام الطوارئ والإسعاف بوزارة الصحة إن إجمالي ضحايا العدوان السعودي ليوم أمس بالعاصمة صنعاء وصل حتى المغرب (398 جريحاً) و(25 شهيداً) بينهم نساء وأطفال، لافتاً إلى أن العدد مرشح للارتفاع نتيجة الإصابات البليغة لبعض الجرحى بالإضافة إلى أن فرق الإنقاذ لازالت تبحث عن ضحايا آخرين تحت أنقاض المنازل التي تعرضت للدمار. إلى ذلك أكد مدير عام قناة "اليمن اليوم" محمد الردمي استهداف القناة من قبل الطيران المعادي بعدد من القنابل والقذائف الصاروخية مما أدى إلى استشهاد 4 من موظفي القناة وإصابة أكثر من 10 آخرين. وقال الردمي في تصريح ل"اليمن اليوم" إن مبنى القناة تم استهدافه بقذائف صاروخية وقنابل شديدة الانفجار مما أدى إلى تدمير محتويات القناة بشكل كامل واستشهاد المذيع محمد شمسان، وأمين يحيى مسؤول مالي، واثنين من حراسة القناة هما منير عقلان وحزام زيد، وأصيب أكثر من 10 آخرين ، كما انقطع بث القناة وتوقفت برامجها لكنها عاودت البث بعد نحو ساعة من الانفجار. ووصف مدير عام قناة "اليمن اليوم" أضرار العدوان على القناة ب"الفادحة" لافتاً إلى أن مبنى القناة تعرض لتدمير جزئي فيما دمرت المحتويات بشكل كامل، كما تم تدمير وسائل المواصلات التابعة للقناة وسيارات الموظفين والمخازن والاستوديوهات . ودان الردمي في سياق حديثة ل"اليمن اليوم" هذا الاستهداف الغاشم لمنبر إعلامي حر وشريف، موضحاً بأن الغرض من القصف تكميم الأفواه وإغلاق شاشة الحقيقة التي تكشف للعالم وحشية العدوان وجرائمه، مؤكداً في الوقت نفسه بأنه وجميع كادر ومنتسبي القناة سيظلون متمسكين بأداء الرسالة الإعلامية الشريفة والحرة ولن تخيفهم الضربات الجوية أو تثنيهم عن القيام بواجبهم في خدمة الوطن والمواطنين. وحمل الأستاذ محمد الردمي نظام آل سعود مسئولية الاعتداء على القناة، مطالباً الوسط الصحفي والإعلامي المحلي والدولي إدانة هذا العدوان الغاشم الذي قال إنه لا يستهدف قناة "اليمن اليوم" فقط وإنما تستهدف كل منبر إعلامي حر . يذكر أن المتحدث باسم العدوان سبق أن قال علانية بأن وسائل الإعلام التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح والسيد عبدالملك الحوثي تعتبر أهدافا عسكرية للعدوان. قنابل محرمة من جهته اتهم مصدر بوزارة الصحة العامة والسكان، العدوان السعودي باستخدام قنابل محرمة دولياً في القصف على صنعاء. وأفاد المصدر في تصريح ل"اليمن اليوم" أن العديد من حالات الإصابات في القصف ليوم أمس الاثنين واليومين الماضيين عبارة عن اختناقات بغازات سامة يمتد تأثيرها لعدة كيلومترات من نقطة الانفجار، لافتاً إلى أنهم تلقوا بلاغات من بعض المستشفيات أكدوا خلالها وفاة عدد من المصابين اختناقاً جراء استنشاق تلك الغازات التي قال المصدر إنها "محرمة دولياً". مصدر محلي بأمانة العاصمة أوضح من جهته أن العدوان استهدف عددا من الأحياء السكنية بمنطقة فج عطان وحدة ما تسبب في ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى كما أدى العدوان إلى أضرار كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة. وهرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى منطقة حدة وفج عطان للقيام بأعمال الإسعاف والإنقاذ وإخراج المواطنين من تحت أنقاض المساكن التي دمرت جراء القصف، فيما وجهت وزارة الصحة نداء عاجلا لجميع المواطنين بالتوجه إلى المستشفيات للتبرع بالدم نظراً للحاجة الكبيرة له بسبب كثرة عدد المصابين. وتعرضت عدد من المحلات التجارية والمساكن في شوارع: حدة والزبيري والستين والقصر والتحرير وهائل والرقاص وغيرها من الشوارع للخراب وتهشم نوافذ المنازل والواجهات الزجاجية للمحال التجارية نتيجة قوة الانفجار.