المواطن اليمني يسأل: ماذا فعلنا بهم حتى يحشدوا كل هذه القوات وينفذوا كل هذا العدوان؟ أي شرعية تعطيهم حق قتل كل هذا العدد من اليمنيين تحت أنقاض مؤسسات مدنية وعسكرية هي ما خرج به الشعب اليمني من قرابة ستة عقود من الزمن؟ وفي محيط عربي عدد من جيوشه بالإيجار أو على طريقة كابينات هواتف الشارع وعالم يخيم عليه لعنة النفاق ولغة المصالح، تبدو الأسئلة والأجوبة عدمية إلا عند الأحرار الذين لم يبيعوا عقولهم في سوق النخاسة ولا قلوبهم في مزاد الانتهازية. استفهاميات أخرى فرضت نفسها: من الذي اختار الحرب على الشعب اليمني بأم القنابل وصواريخ الطائرات تحت اسم عاصفة الحزم؟ ولماذا هذا التماهي مع عاصفة صحراء تدمير الشعب العراقي العظيم وجيشه الباسل؟ ثم من الذي أعلن إيقاف العدوان ولم يوقفه؟ وأي معنى لتغيير اسم عاصفة الحزم إلى إعادة الأمل ما دامت التسميتان لا تفضيان إلا لقتل وجرح آلاف اليمنيين وتشريد عشرات الآلاف ومحاصرة ملايين الشعب في الغذاء والدواء والوقود، بصورة يريد المخرج الصهيوني الكبير أن يقول للعرب بها ألا ترون كيف أننا أرفق بكم من شقيقتكم الكبرى! لم ينتظروا اجتماع القمة العربية، وإنما استبقوا إلى تدمير اليمن بمئات وآلاف الطلعات الجوية، وبما لا يحصى من أسلحة التدمير والإبادة، ولم يكلفوا أنفسهم عناء تقديم تبريرات محترمة أو حتى غير محترمة وإنما قالوا: هادي طلب منا أن نقتلكم فقتلناكم، ومصلحتكم في أن تموتوا بزيف ادعاء الدفاع عن شرعية لا شيء يسندها على الأرض ولا من يتستر وراءها يمتلك القدرة على تبرير جرائمه. كيف توقفت الحرب ولم يتوقف مسلسل القتل والتدمير؟ لا إجابة سوى أن هؤلاء أعادوا الهروب من الهزيمة الأخلاقية "للعصف" إلى هزيمة أخلاقية "للأمل العائد" للقتل .. وبين القتل بالعاصفة والقتل بإعادة الأمل لا تخجل جماعات "شكراً سلمان" على هذا القتل لليمنيين من التنقل بين الترحيب بالعدوان والقصف والشكوى من الراجع.. والشكوى من تكدس فضلات القمامة في تعز وعدم إدانة قتل عمال النظافة في نفس المدينة! لا حول ولا قوة إلا بالله .