كل هذه الجحافل الشعبية والعسكرية ليست كلها حوثية ولا موالية بالضرورة لعلي عبدالله صالح ، وقد يكون لها الكثير من الملاحظات والمآخذ في كل اتجاه.. لكن ذلك لا يعني أن يصمت كل يمني وهو يسمع من يؤيد العدوان على اليمن . أما التوصيف لكل من يرفض العدوان على بلاده ويدينه ويتصدى له فليس أقل من أنه مواطن غيور يحب بلده ويغير عليه ويرفض أن تُقصف المدن والأرياف بمبررات عنكبوتية مثل أن لإيران طموحات أو أن عبد ربه صاحب شرعية برغبة الرياض أو أن الحوثي يريد السلطة بالشرعية الثورية " يمنيون وسنحل مشاكلنا " . بذكائه الفطري سيقول لك من يرفض العدوان كيف يمكن لك أن تتقبل التدخل الأمريكي والسعودي المؤكد في تفاصيل السيادة اليمنية وفي نفس الوقت تصفق للعدوان على اليمن واستباحة دماء شعب وتدمير مقدرات لمجرد شبهة التواجد الإيراني في اليمن . بذكائه الفطري سيقول لك .. افرض أن عبد ربه لم يتجاوز ويمدد ويمطط فترته الرئاسية الانتقالية المنصوص عليها في المبادرة الخليجية ثم افرض أنه أيضاً لم يقدم استقالته هل من حق السعودية أن تعيده إلى كرسي رئاسة فر منه فاشلاً وفاسداً وبتحالف عدواني استباح الأجواء وحاصر البر والبحر والجو وقتل الأبرياء ودمر كل مقومات الحياة ؟! افرض أن الرئيس المستقيل تعرض لانقلاب من الحوثي ورفض من الجيش واستياء شعبي انهى مشواره داخل ثوب طويل الأكمام وملامح تليق به هل كل ذلك يعطي شرعية خارجية لتدمير بنية القوات المسلحة وتدمير المصانع والملاعب الرياضية وإلقاء أم القنابل على العاصمة وعدم استثناء صالات العزاء ومواكب الأعراس كما حدث من قصف لعرس في دمت ! بلدك تتعرض للعدوان .. القتلى بالمئات والمصابون بالآلاف والتدمير شامل والحصار والتجويع جائر .. ولكل ذلك دعنا نقول لك من جديد .. إن الشعب اليمني كله ضد العدوان بعيداً عن أي تخندق حزبي أو بطاقات جهوية ، هذا هو منطق اللقاء عند فكرة الوطنية والوطن .. ولكل ذلك هذه هي الغيرة وهذه هي الوطنية . أما أنت يا من تصفق للعدوان وللدماء التي لن تندمل .. لك أن تضع نفسك في مربع الخيانة ويكفي أن يقول لك حتى عابر السبيل .. تستاهل !