كان جدي وجدك يقولون: إذا خرجت لا تعد ويدك فارغة.. والسؤال هل عند الطائرة الأمريكية "جد" وما الذي يقوله لها وهي تصعد من قاعدتها إلى السماء الافتراضي لليمن وتقصف بلا عقل؟ . السؤال مشروع ولم يعد خيالياً بعد أن صار لهذه الطائرة سجل إجرامي في قتل أبرياء يمنيين دونما حتى اشتباه.. بودي لو أحصل على إجابة من "إدوارد سنودن" الموظف السابق الشريف في الأمن القومي الأمريكي، فلعله لا يبخل ويقول لنا في الطريق ما الذي تريده الولاياتالمتحدةالأمريكية من بلد فقير يحتل مركزاً متقدماً في ترتيب البلدان الأكثر تعاسة. . كان اليمنيون وما يزالون تحت تأثير الكآبة من جريمة خميس اقتحم فيه مسلحون سعوديون ويمنيون مجمع وزارة الدفاع وأفضت الجريمة إلى قتل وإصابة المئات من الجنود والضباط والأطباء والممرضين والمرضى. . وفيما كان الخميس التالي متوتراً بتسريبات التحذير من سيارات مفخخة وتفجيرات محتملة في العاصمة صنعاء كانت طائرة (درونز) الأمريكية بدون طيار تقذف صاروخين على موكب عرس في قيفة برداع محافظة البيضاء، ولسان حال هذه الغارة الفاجرة.. يجب ألا يمر الخميس دون كارثة حيث تقتل خمسة عشر شخصاً وتصيب ستة آخرين بجروح خطيرة. . وإذن فقد انتقلنا من خميس القاعدة ومن ورائها إلى خميس الأمريكان والمتشيعون بهم من أبناء البلد.. وممنوع أن تتحدث عن السيادة المنتهكة وإلا فأنت إما نظاما سابقا أو حوثيا لاحقا، ولا عزاء لمن يشكون استباحة الدم واستباحة السيادة، حيث الصوت الأعلى هو صوت النفاق وأصوات مزاد خطابات وتصريحات إنكار الواقع الفاجع. . عصر أمس الأول الخميس كان المواطنون يشكون في مقايلهم من تنامي حقيقة أن القاتل والخاطف وقاطع السبيل صار أقوى من الدولة، ومن كون اليمن صار الحائط المائل لكل فائض إرهاب قادم من الجوار العربي والإسلامي فإذا بهم يتأكدون بعد ساعات أن الطائرة الأمريكية بدون طيار هي قاهر الشعب وقاهر الدولة ولا استثناء لمواكب العرس من صواريخ الموت.. . هذه الطائرة صاحبة سجل إجرامي لأنها تستغل حربها المزعومة على القاعدة لتوسيع رقعة البيئة الحاضنة للتطرف والإرهاب من خلال أخذها الأبرياء بالمذنبين والآمنين، وإلا كيف لطائرة على هذه الدرجة من الدقة والحذق تكرر أخطائها فتصل بها الصفاقة حد استهداف موكب للعرس في محافظة البيضاء وقتل كل هذا العدد من المواطنين اليمنيين. . كنت أود أن استنجد بالرئيس وبحكومته لولا ضياع البوصلة التي تشير إلى علاقة دورك بأدوار الآخرين وأي من الأدوار يخدم الآخر وكيف يخدم.. . مشكلة في أن تكون ابن بلد ولا تعرف أن قتل اليمنيين الأبرياء من سماء طائرة أمريكية بدون طيار لا يقضي على القاعدة بقدر ما يشجع على بروز المزيد من القواعد وخلق بيئة حاضنة للتطرف.. فماذا ترك الأمريكيون ومن يسبحون بحمدهم لأهل الضحايا؟ وهل ما يزال الرئيس هادي يكن لهذه الطائرة نفس الإعجاب..؟