بدأ العدوان على اليمن فجأة وعلى حين غفلة، الساعة الثانية بعد منتصف الليل، قبل 30 ليلة، بإعلان من واشنطن، بدعوى أن المدعو عبدربه منصور هادي الذي تعتبره دول العدوان رئيساً لليمن طلب تدمير اليمن وقتل أبنائه، وأعلنت السعودية قبل أيام أن نفس الشخص الذي منحها حق قتل وتدمير اليمن قد طلب وقف العدوان، وأنها أوقفته بناءً على طلبه، لكن العدوان مستمر وبصورة لا تقل بشاعة وحقداً وقسوة عن ذي قبل.. فمن الذي طلب من السعودية استمرار قتلنا وتدمير بنيتنا التحتية وتجويعنا وفرض الحصار علينا، والحرص على استهداف وسائل العيش، الطاقة والمياه والغذاء والدواء؟ مجلس الأمن لم يفوِّض السعودية بقتلنا إن كان له ذلك، وليس له ذلك، وقرار مجلس الأمن لا يتضمن تخويل أي دولة بقتل اليمنيين، فهل أعلنت الصهيونية السعودية عن المستند الذي تستند إليه في الاستمرار في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية؟ لماذا هي مستمرة؟. تفسيري الوحيد أن القيادات السياسية اليمنية الرخيصة التي تتسكع في الرياض، وعلى أبواب الأمراء واللجنة الخاصة، أعطت أمراء الحرب أملاً زائفاً بأننا قاب قوسين أو أدنى من الخضوع والاستسلام. وأن الشعب الصابر المجاهد العظيم مثل هؤلاء المسوخ الجبانة التي لا تؤمن إلا بالقوة وتتعبَّد القوي وتخضع له، وهؤلاء يشجعون أمراء الحرب ويمنُّونهم بقرب انكسار إرادة اليمنيين وإخضاعهم وتحويلهم جميعاً إلى نسخ مكررة للجبناء الانتهازيين. الخطابات والرسائل الخاطئة للعدو تغريه وتشجعه على الاستمرار في ارتكاب الجرائم وارتكاب من المزيد من الحماقات التي سيدفع ثمنها، بدون شك. على أن الرد على استمرار العدوان يتمثل في ما يلي: تشكيل المجلس الوطني من مجلس النواب، ويضاف إليه ممثلون للمكونات غير الممثلة في مجلس النواب، وفق ما تم التوافق عليه في الموفنبيك، ومجلس رئاسي، وحكومة إنقاذ وطنية ذات تمثيل واسع تدعى كل المكونات والأحزاب السياسية، بما فيها التي تورطت بعض قياداتها في تأييد العدوان، وإعادة تشكيل الهيئة الوطنية للإشراف والمتابعة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وإعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات، وتصحيح مسودة الدستور وفقاً لما جاء في اتفاق السلم والشراكة، وتنفيذ النقاط الإحدى والثلاثين، وانتخاب مجالس محلية ومحافظين للمحافظات الجنوبية والوسطى أولاً، بدلاً من الجدل، ونرحم كُلاً في طبعه، وكلمة شلتها الريح.. المهم ما الذي يجري على الأرض، لا تهتموا إلا بكيفية مواجهة العدوان الصهيوسعودي وتحصين الجبهة الداخلية من التفكك، نحن في خير ما دمنا موحدين في الجبهات، وليتباين خطابنا، وكل شاة معلقة برجلها. والسلام.