كثف العدوان السعودي أمس غاراته على العاصمة صنعاء وعدة محافظات بعد يوم من إحاطة المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بنعمر لمجلس الأمن والتي حمّل فيها المملكة سبب انهيار العملية السياسية في اليمن، مشدداً على ضرورة الحل السياسي وإجراء حوار يمني – يمني خالص. وركز العدوان في غاراته أمس على مطاري صنعاءوالحديدة اللذين كانا قد جرت اتفاقات لاستقبالهما مساعدات إنسانية طبية وإغاثية. وقال ل"اليمن اليوم" خالد الشايف مدير مطار صنعاء الدولي إن طائرات العدوان السعودي شنت عدة غارات من الساعة الثالثة حتى الخامسة عصراً أسفرت عن تدمير مدرج المطار وإحراق طائرة تابعة لشركة السعيدة، بالإضافة إلى تضرر طائرات أخرى، وإلحاق أضرار بالمكاتب التابعة لشركات الطيران وتهشم نوافذ صالة الانتظار، دون وقوع خسائر بشرية رغم تزامن الغارات أثناء فترة الدوام الرسمي. وأوضح الشايف أن المطار يستقبل بشكل يومي طائرات الإغاثة الإنسانية وطائرات نقل الدبلوماسيين ورعايا الدول الأجنبية العالقين في اليمن، مستغرباً قيام العدوان السعودي بهذا القصف رغم عدم وصول أي طائرة للمطار إلاّ بموافقة السعودية. ولفت إلى أن المطار كان بصدد استقبال الرحلات القادمة من الخارج لنقل المواطنين اليمنيين العالقين في المطارات الدولية. وقالت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي إن قصف العدوان لمدرج مطار صنعاء الدولي جاء بعد إصرار طاقم طائرة إيرانية على كسر الحصار على اليمن وأنه كان من المقرر أيضاً للطائرة أن تقل عدداً من جرحى العدوان إلى مستشفيات طهران. وكان العدوان السعودي كثف غاراته الجوية وقصفه الصاروخي أمس على العاصمة صنعاء منذ ساعات الفجر الأولى ولليوم الخامس والثلاثين على التوالي، مستهدفاً منشئات عسكرية ومبانٍ حكومية ومنازل مواطنين. واستيقظ المواطنون بالعاصمة صنعاء على وقع الانفجارات الضخمة التي تركزت في المنطقة الشمالية لأمانة العاصمة، تلتها أصوات تحليق الطائرات المعادية مصحوبة بأصوات الدفاعات الأرضية وهي تتصدى لها. وأفاد "اليمن اليوم" شهود عيان أن القصف استهدف حي صوفان السكني ومقر حديقة 21 مارس "الفرقة الاولى مدرع سابقاً" ومعسكر النقل الخفيف، مؤكدين على أن القصف تم بصورايخ بعيدة المدى قبل أن تأتي الطائرات بعد ذلك لتستكمل ما أبقته الصواريخ. وأشار مصدر أمني إلى أن القصف الصاروخي استهدف مبانٍ سكنية تابعة للتشريفات الرئاسية في المدينة الليبية ودمر ثلاثة مباني بينها مبنى تابع للقيادي في جماعة الحوثي أبو علي الحاكم، بالإضافة إلى تضرر عدد من المنازل المجاورة لها ونتج عن ذلك استشهاد مقيم سوداني الجنسية وإصابة آخرين. وأكد المصدر رواية الأهالي فيما يتعلق بالقصف الصاروخي، لافتاً إلى أن الانفجارات والآثار الضخمة للقصف لا يحدثها سوى صواريخ "أرض أرض"، بينما تتولى الطائرات المعادية عملية التحليق التي تلي القصف الصاروخي وتنفذ أيضاً غارات جوية على ذات الأهداف التي قصفتها الصواريخ وأهداف أخرى، ومن تلك الأهداف قصف مزارع قات تابعة لأحد المواطنين بجوار مقر التلفزيون، ضمن الغارات الجوية يوم أمس. ونقلت وكالة الأنباء الحكومية "سبأ" أمس عن مصدر مسؤول بمطار صنعاء الدولي " أن غارات العدوان تسببت في إلحاق أضرار بالغة بالممر الرئيسي والممر الموازي ومرسى الطائرات، مشيراً إلى أن الغارات تسببت في إحراق طائرة تابعة لشركة السعيدة للطيران وطائرة نقل طراز "يوشن" تابعة للحكومة اليمنية. واستغرب المصدر حديث العدو السعودي عن تسهيل المساعدات الإنسانية بينما يقوم بقصف مطارات مدنية. قصف مطار الحديدة واللواء العاشر محافظة الحديدة أيضاً نالت حصتها من القصف الغاشم لطائرات العدوان، حيث واصلت المقاتلات السعودية صباح ومساء أمس غاراتها الجوية على مطار الحديدة ومعسكر اللواء العاشر بمدينة باجل . وكان قد تم تحديد مطار الحديدة بديلاً لمطار صنعاء الدولي لاستقبال اليمنيين العالقين في مطارات الخارج وفق ما أكده ل"اليمن اليوم" الدكتور مازن غانم مدير عام النقل الجوي بالهيئة العامة للطيران المدني والإرصاد. وذكر مراسل "اليمن اليوم" في الحديدة أن العدوان نفذ مغرب أمس 5 غارات جوية على مطار الحديدة استهدف من خلالها مواقع الدفاع الجوي وهنجر الطائرات، دون معرفة إن كان القصف قد شمل مدرج الطائرات كما حدث في مطار صنعاء الدولي، أم لا. وكما نفذت المقاتلات السعودية 3 غارات جوية على اللواء العاشر حرس جمهوري بمدينة باجل بعد أن كانت قد استهدفته أمس الأول ب6 غارات متتالية سقط فيها شهيدان و16 جريح من منتسبي اللواء. كما قصفت مصنعاً للثلج في مديرية الزهرة التابعة لذات المحافظة ودمرته بالكامل. وكان مقرراً لمطار الحديدة أن يستقبل غداً الخميس أول رحلة طيران قادمة من مطار القاهرة على متنها عدد من اليمنيين العالقين في مطار القاهرة. وصباح أمس قال ل"اليمن اليوم" مصدر في لجنة "إعادة اليمنيين العالقين في المطارات الخارجية" التي يرأسها القائم بأعمال وزير المالية الدكتور محمد زمام: ( إن مشكلة العالقين تم حلها وأول رحلة جوية ستصل إلى مطار صنعاء الدولي قادمة من مطار القاهرة على متن طيران اليمنية غداً الخميس) ، مؤكداً بأن المساعي التي بذلها رياض ياسين المُكلف من قبل عبدربه منصور هادي بأعمال وزير الخارجية قد باءت بالفشل، حيث عمل رياض ياسين جاهداً على نقل العالقين اليمنيين في المطارات الخارجية إلى المملكة السعودية بذريعة أن المطارات اليمنية غير آمنة. تصريح المصدر في لجنة إعادة العالقين اليمنيين في المطارات الخارجية لم يكن قد مضى عليه سوى بضع ساعات حتى شنت طائرات العدوان السعودي عصر أمس نحو 20 غارة جوية على مطار صنعاء الدولي مستهدفة مدرجي الهبوط والإقلاع اللذين دمرتهما بشكل كامل، و اعتبر المصدر بأن الهدف من ذلك عرقلة إعادة العالقين اليمنيين إلى مطار صنعاء. وأشار المصدر إلى أن القائم بأعمال وزير المالية سيلتقي اليوم برئيس مجلس إدارة شركة الخطوط اليمنية الكابتن خالد العلواني لوضع الترتيبات الأخيرة بشأن نقل العالقين بعد أن تم إلغاء عملية التعاقد مع شركات طيران خاصة لنقلهم واستعداد الخطوط اليمنية القيام بتلك المهمة. وكان مصدر دبلوماسي قد كشف في تصريح ل"اليمن اليوم" ضلوع الوزير المستقيل، رياض ياسين، في عرقلة إجراءات عودة اليمنيين العالقين في المطارات الخارجية ومنع طيران الدول الأخرى من نقل اليمنيين إلى المطارات اليمنية أثناء عمليات إجلاء رعاياها من اليمن. ويصل عدد العالقين في المطارات الخارجية إلى 20 ألفاً في دول مختلفة، منهم 10 آلاف عالق في مصر وحدها.