إن كان هناك من فرقة ناجية، فعلاً، فهي الفرقة الإسماعيلية.. الفرقة الناجية هي التي لا تحمل السلاح، ولا تقاتل أصحاب الفرق الأخرى.. الإسماعيلية فرقة مسالمة.. منذ عشرات السنين لم نسمع أنهم تورطوا في حروب أو مشاكل طائفية أو سياسية.. عرفتُ الكثير منهم يمتهنون التجارة، وكنت أمرُّ من جوار مركز "الفيض الحاتمي"، التابع لهم، أنا وأصدقائي، عبدالله الحسامي ونديم المذحجي، ونظل نتأمل في نظافة ثياب الإسماعيليين التي تعكس نظافة قلوبهم من الحقد، ونظافة أيديهم من الدم. اليوم تتقاتل الفرق الإسلامية في ما بينها.. دواعش وحوثيين وإصلاحيين ومقاومة شعبية، كلهم أبناء وطن واحد، في تعز وفي عدن وفي محافظات عدة.. هناك من يقتل بالدبابة، وهناك من يقطع الرؤوس بالسكاكين، وهناك من يستخدم الكلاشينكوف.. وكلهم يهتفون: الله أكبر!! يتقاتلون باسم الله، وكلٌّ منهم يريد أن ينصِّب نفسه ناطقاً رسمياً باسم الله في الأرض، وكلهم يدعي حمايته للدين وأحقيته به، وكلهم يشتم الآخر ويسفِّه فكره وعقيدته، بينما الإسماعيليون مشغولون بالتجارة والحياة والحب والقراءة وحب آل البيت، عليهم السلام.. الحب الإيجابي الحقيقي، وليس على طريقتنا حين نرفع حب آل البيت كشعار فقط، دون تطبيق. نتقاتل كل يوم.. امتلأت قلوبنا بالحقد، وامتلأت شوارعنا بالقمامات والدماء، وتذكَّرنا الطائفةَ الإسماعيليةَ حين أعلنت عن حملة نظافة، وخرج الإسماعيليون وبيد كلٍّ منهم مكنسة لتنظيف الشوارع، بعد أن تكفل سلطان البهرة بتكاليف نظافة العاصمة لمدة عام كامل. هذا هو الإسلام الذي يجمع الناس على البر والتقوى.. اخجلوا قليلاً أيها المتحاربون. تساءل صديقي محمد الغرباني ذات يوم: لماذا نجتمع لأجل المسيرات والاعتصامات فقط، لماذا لا نفكر أن نقوم بحملة نظافة!! يا صديقي: لا يفكر بالنظافة إلا من يمتلك قلباً نظيفاً.. شكراً للإسماعيلية.. شكراً سلطان البهرة.