استشهد 23 شخصاً وأصيب نحو 50 آخرين بينهم نساء وأطفال، ودمرت 8 منازل بشكل كامل في جريمة حرب أخرى ارتكبتها طائرات العدوان السعودي، أمس، بمحافظة تعز، بعد يوم من انتفاضة شهدتها المدينة ضد عملاء العدوان ومسلحي الإصلاح والقاعدة. وأفاد "اليمن اليوم" مواطنون وشهود عيان بمدينة تعز أن طائرات العدو نفذت سلسلة غارات جوية، منذ قبيل فجر أمس الاثنين، واستمرت حتى وقت الظهيرة مستهدفة أحياء سكنية ومنشآت عسكرية ومدنية وتاريخية، مرتكبة مجزرة بشعة تضاف إلى رصيد جرائم العدوان والتي كان للحالمة منها نصيب وافر. وأشار المواطنون إلى أن طائرات العدو شنت، قبيل فجر أمس، 3 غارات جوية قصفت من خلالها قلعة القاهرة التاريخية، موضحين بأن الصواريخ أصابت القلعة في الجزء الغربي والجنوبي، وشوهدت أضواء الانفجارات القوية وألسنة اللهب وهي ترتفع من قلعة القاهرة لحظة ارتطام الصواريخ بأجزاء القلعة التي يعود تاريخها إلى أكثر من "500" سنة. أكد ذلك ل"اليمن اليوم" مصدر أمني، مشيراً إلى أن الطائرات المعادية استهدفت القلعة ب"6صواريخ" تركزت في الجزءين الجنوبي والغربي مما ألحق أضراراً جزئية بالقلعة بالإضافة إلى تضرر عدد من المنازل المجاورة لها. المصدر ذاته أفاد الصحيفة أن المقاتلات السعودية بعد أن خلُصت من قصف قلعة القاهرة نفذت عددا من الغارات الجوية على مقر الإدارة العامة لشرطة السير "المرور" ومعهد التدريب الفني والمهني ومدرسة 26 سبتمبر ومقر المباحث الجنائية، ومنازل سكنية في حي الدحي، نتج عنها تهدم عدد من المنازل على رؤوس ساكنيها والقضاء على أسر بأكملها، وتضرر منازل أخرى، وتشريد عدد من الأسر التي تم بعد ذلك تسكينها في مدرسة الشهيد محمد الدرة. وقال ل"اليمن اليوم" مدير مكتب الصحة بمحافظة تعز، الدكتور حسن العزي، إن الإحصائية الأولية لضحايا القصف على حي الدحي بلغت حتى مغرب أمس 23 شهيداً، مشيراً إلى أن 8 جثث كانت لا تزال تحت الأنقاض ولم يستطع المسعفون انتشالها بسبب إطلاق النار المتواصل في ذات المنطقة بين مسلحي الإصلاح وبين قوات الأمن والجيش واللجان الشعبية لأنصار الله. وأشار الدكتور العزي إلى تهدم 8 منازل بشكل كامل، بينها منزل كبير تسكنه 8 أسر بعضها استشهدت بالكامل والبعض حالف أفراداً منها الحظ وتعرضوا لإصابات متنوعة، لافتاً إلى أن عدد الجرحى بالعشرات، فيما أفاد "اليمن اليوم" مصدر في غرفة عمليات المحافظة بوصول عدد الجرحى- نتيجة قصف طائرات العدوان لمساكنهم في حي الدحي- إلى أكثر من 50 جريحاً. ونقلت وكالة الأنباء الحكومية "سبأ"، أمس، عن مدير عام مديرية المظفر عبداللطيف الشغدري استشهاد 15 مواطناً، ومعلومات عن جثث لا تزال تحت الأنقاض وإصابة أكثر من 30 آخرين كحصيلة أولية لقصف مقاتلات العدوان لمحافظة تعز، أمس، موضحاً بأن الغارات استهدفت تدمير عمارة من ثلاثة طوابق على ساكنيها فضلاً عن تدمير ثمانية منازل بجوارها، وتدمير جزئي وكلي للعديد من المرافق الحكومية، منها مقر المباحث الجنائية وشرطة السير (المرور) ومعهد التدريب الفني والمهني، ما أدى إلى أضرار كبيرة فيها، وكذا جامع السنة في الحي ذاته بغارة أدت إلى انهيار جزء من مبناه. واشار إلى أن الغارات تسببت في تدمير وانهيار بناية من ثلاثة طوابق على ساكنيها في حي الدحي، حيث كانت تقطنها أربع عائلات جميعهم استشهدوا في هذا العدوان الغاشم، عدا فرد واحد بقى على قيد الحياة. ودان المكتب التنفيذي للعاصمة الثقافية (تعز)، والهيئة الإشرافية للعاصمة الثقافية إقدام طيران العدوان السعودي الغاشم على قصف قلعة القاهرة التاريخية والأثرية المطلة على مدينة تعز ، مطالبين منظمة اليونسكو وكل المنظمات الدولية المهتمة بالشأن الثقافي التدخل فوراً بمنع قصف المدينة ومعالمها التاريخية، وعدم استهداف موروث تعز الذي سيؤثر سلباً على الأجيال القادمة.