جاء الإمام الهادي يحيى بن الحسين من الرسِّ بالحجاز، إلى اليمن، بناءً على طلب اليمنيين –والعقدة اليزنية- ليحل مشاكلهم، فزرع الإمامة والزيدية، في مواجهة القرامطة وغيرها من الدويلات اليمنية ثم تناسل أحفاده يحكمون اليمن. كل ذاك دون حساسية يمانية من موطن الجد الإمام الهادي وأن تضاد مذهبه المستجد مع معتقد موطنه من بعد(..). ورث أتباعه هذا التضاد، ونصبوا له ضريحاً وسط صعدة وجامعاً. بهذا الجامع ضرب الله مثلاً وما تعرض له على يد اليمنيين أولاً، حسب مذكرات الأمير تركي بن ماضي مبعوث المؤسس عبدالعزيز آل سعود ملك نجد والحجاز -قبل أن تسمى "السعودية"- عام 1926م، إلى الإمام يحيى حميد الدين. في المذكرات المطبوعة على نفقة الملك (الأمير حينها) سلمان بن عبدالعزيز، حكى ابن ماضي عن العلاقات بين البلدين من عام 1924- 1954م أن أعضاء الوفد اليمني المبتعث إلى الملك عبدالعزيز انتهزوا فرصة المرور بصعدة، فدخلوا جامع الإمام الهادي ومروا بقبره يهتكون ستائره. انصرفوا مخلفين وراءهم هياجاً قبلياً بصعدة على ما فعلوه إذ طالوا رمزاً مقدساً، فكان الهَجَر ومراضاة قبائل وأهالي صعدة، على ما أصاب قبر الهادي. واستوجب عتاب الإمام يحيى للفاعلين. أثّر التصرف على شهود الواقعة من السعوديين وعرفوا المعتقد السائر لدى أهالي صعدة، وعامة اليمن يومذاك. وعاب ابن ماضي هذا التصرف الذي مَسّ معتقداً قديماً عمره ألف سنة؛ مشيراً بذلك "إلى جهل الرؤساء والمرؤوسين؛ إذا اختاروا هذا الوقت الضيق الحرج لتنفيذ خطتهم المستحيلة -كما ذكر ابن ماضي عن ذاك الماضي- نظراً لعقيدة تغلغلت في نفوس الشعب اليمني.". بطبيعة الحال، وخصوصيات الغيب. لا أحد يعلم ماذا سيكتب أهل الجزيرة مستقبلاً –والتاريخ بشكل خاص- عما فعله تحالف العواصف بجامع الإمام الهادي بصعدة، وغيره من المعالم الأثرية اليمنية. وردود فعل الناس على ذلك؛ وهل اختاروا وقتاً غير ضيق وغير حرج؛ وهل الخطة غير مستحيلة؛ وهل تزول العقائد بضربات السيوف أو قذائف ضيوف الجو؟!