فجر انتحاري نفسه أمس في مسجد للشيعة أثناء صلاة الجمعة شرقي السعودية مما أسفر عن سقوط نحو 20 قتيلا وجرح أكثر من 50 آخرين، بحسب سكان ومسؤولين طبيين. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية صرح بأن "الجهات الأمنية باشرت بعد صلاة الجمعة بلاغاً عن وقوع انفجار في أحد المساجد ببلدة القديحي بمحافظة القطيف". ولم يفصح المتحدث عن أي تفاصيل. وذكرت وكالة رويترز نقلا عن شهود عيان أن الانفجار وقع في مسجد الإمام علي وهو أكبر مساجد بلدة القديح. فيما أكد محافظ القطيف خالد الصفيان أن التحقيقات الموسعة بدأت، وسيتم التوصل لهوية الفاعل، بيد أن التكهنات تستبعد أن يكون باكستانيا، بل سعوديا. يذكر أن يوم أمس يصادف ذكرى ولادة الإمام الحسين بن علي. ويعد هجوم الجمعة أول هجوم على هدف للشيعة السعوديين منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني عندما قتل مسلحون 8 أشخاص على الأقل في هجوم على شيعة كانوا يحتفلون بذكرى عاشوراء، شرقي السعودية حيث تعيش الأقلية الشيعية. ويعيش أغلبية الشيعة السعوديين في المنطقة الشرقية التي تشهد احتجاجات بين الحين والآخر ضد السلطات. +++تفاصيل التفجير من جهتها كشفت صحيفة الرياض السعودية عن تفاصيل تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح . وعلمت الصحيفة السعودية التي تواجدت في موقع الانفجار داخل المسجد، أن جثة الإرهابي انشطرت نصفين، وتم انتشالها من داخل المسجد، فيما انتشل الضحايا من الموقع، بينما يتوافد الأهالي إلى موقع الانفجار للاطمئنان على ذويهم. وأكد مصلون نجو من الانفجار على أن المسجد كان مكتظا بسبب صلاة الجمعة، وأن الانفجار وقع بشكل مفاجئ وهز المسجد بشكل عنيف، ما يشير لوجود كمية كبيرة من المتفجرات وضعها الإرهابي في حزامه الناسف. ودخل الانتحاري من الباب الذي لم يكن عليه حرس من الأهالي، علمًا أن المسجد يقع في وسط البلدة وله بابان رئيسان شمالي وجنوبي، وتسبب الانفجار الهائل الذي سمع في كل بلدة القديح في دمار كبير جدا للمسجد. هيئة كبار العلماء: إرهابيون لهم أجندات خارجية بدورها أدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بشدة هذه الحادثة، وعدتها جريمة بشعة تهدف إلى ضرب وحدة الشعب السعودي وزعزعة استقراره، ويقف وراءها إرهابيون مجرمون لهم أجندات خارجية، وليس لهم ذمة ولا يراعون حرمة، وغاظهم أشد الغيظ قيام المملكة بواجباتها الدينية والعربية والإسلامية. بلدة القديح وتقع القديح في الركن الشمالي الغربي من مدينة القطيف، وتبعد عنها حوالي ميل واحد تقريباً، في وسط غابة كثيفة من النخيل، يحتضنها من ناحية الغرب كثبان رملية عالية، وتطل شرقاً على جزء من ساحل الخليج. وتعتبر القديح من أقرب البلدات إلى القطيف، وتبلغ مساحة القديح الفعلية 50 هكتارا، أي 500 ألف متر مربع، وتشتهر القديح كبقية بلدات القطيف بنشاطين مهمين، هما صيد الأسماك وجمع اللؤلؤ، حيث جعلاها سوقاً كبيراً يقدم عليه التجار من البحرين والهند ومناطق أخرى. +++تحليل وأكد خبراء، أن هذا الحادث ستوظفه إيران للمطالبة بالتدخل لحماية الشيعة في السعودية، لافتين أن داعش لا تنتصر للسنة على الشيعة كما تعتقد. وقال اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري: "إن تفجير داعش للمسجد الشيعي في السعودية، لم يكن الأول من نوعه، فهناك عدد آخر من المساجد الشيعية تم تفجيرهم من خلال انتحاريين خلال الفترات السابقة، منها: مسجدي بدر، والحشوش بصنعاء". وأكد أن الهدف من هذه العمليات ؛هو إثارة الصراع ما بين الهلال الشيعي والقوس السني في إطار المخطط الأمريكي لهدم الشرق الوسط. وأشار اللواء طلعت موسى، الخبير العسكري، إلى أن هناك تطور خطير في إستراتيجية الجماعات المتطرفة، بغرض إحداث الفتنة بين السنة والشيعة، وهذا الحادث يزكي الطائفية، موضحًا أن هناك إمكانية أن تطالب إيران بالتدخل لحماية الشيعة الموجودين بالسعودية، بدعوى أن الداخل السعودي غير مستقر، وهو من الأهداف التي تسعى إيران لاختلاقه.