تدور، منذ أسبوع، مباحثات يمنية مع أطراف دولية تستهدف اختراق الأزمة ووقف العدوان السعودي على اليمن. وقالت مصادر خاصة ل"اليمن اليوم" إن مباحثاتٍ يخوضها وفدٌ من أنصار الله في مسقط عاصمة سلطنة عُمان مع ممثلين عن أمريكا وبريطانيا وروسيا وإيران، وبعض دول مجلس التعاون الخليجي، وتم تبادل عدد من الرؤى الهادفة إلى احتواء الأزمة المتفجرة وإيقاف الحرب المفتوحة على اليمن، منذ أكثر من شهرين. وفي هذا الصدد كشفت المصادر عن قناعات لدى الدول الراعية للمبادرة الخليجية بعدم بقاء أي جدوى للمبادرة والرئيس هادي، مع أهمية البحث عن حلٍّ يوقف العدوان، ويحقق الاستقرار السياسي في اليمن من خلال مفاوضات ينتج عنها اتفاق يباركه مجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، ويصبح المرجعية للحل النهائي بعد فشل المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وفقاً لمقترح تقدمت به عُمان والإمارات ومصر والكويت. وذكرت المصادر عن مقترح قدمته عُمان وأمريكا بهدنة جديدة، خلال شهر رمضان المبارك، لمدة خمسة أسابيع تتخللها مفاوضات بإشراف الأممالمتحدة، واشترطت السعودية أن تكون مكة مكاناً للمفاوضات، وتحت إشراف جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وبدورها اقترحت إيران وروسيا أن تكون المفاوضات في جنيف على مرحلتين، الأولى: يمني-يمني، والثانية: يمني- سعودي، بإشراف الأممالمتحدة فقط، وهو ما كان قد دعا إليه الزعيم علي عبدالله صالح، في وقت سابق. وأشارت المصادر إلى أنه في حال توصلت المحادثات العُمانية مع "أنصار الله" إلى نتائج إيجابية فإنه من الممكن بعد ذلك إعلان هدنة لوقف إطلاق النار، وعقد مؤتمر جنيف الذي دعت إليه الأممالمتحدة لتأكيد خطط الحل السياسي الذي سيتم الاتفاق عليه في مسقط. وسبق لعُمان أن تدخلت في أزمات عديدة لليمن، حيث كانت وسيطاً في تسوية آخر اتفاق بين جماعة "أنصار الله" وبقية الأطراف السياسية المسمى ب"اتفاق السلم والشراكة الوطنية" قبل العدوان السعودي، وكذلك عرضت مسقط على السعودية، من قبل، خطة سياسية في إطار المبادرة الخليجية، عبر نقل الحوار اليمني إلى السلطنة، لكن المملكة رفضت. تغيرت الأحوال كثيراً منذ المبادرة العمانية الأولى، فمع اشتداد الصراع داخل اليمن وتساقُط معاقل عملاء العدوان وتحديداً في مأرب، وبعد أن بات الخطر العسكري والسياسي يدق ما بعد حدود السعودية، اضطرت دول الخليج إلى اللجوء للسلطنة كوسيط لحل الأزمة اليمينة واحتوائها ضمن حوار شامل، وحاولت استثمار التقارب العمانيالإيراني للضغط على جماعة "أنصار الله" من أجل تراجعهم. على صعيد متصل؛ يتخذ الشريكان الروسي والإيراني موقفاً موحداً إزاء تسوية الأزمة اليمنية، هذا الموقف تبلور أثناء مشاورات في موسكو بين المبعوث الرئاسي الروسي إلى الشرق الأوسط "ميخائيل بوغدانوف"، ومعاون وزير الخارجية الإيرانية للشئون العربية والأفريقية "حسين أمير عبد اللهيان". في هذا الإطار قال المسئول الإيراني "لدينا تطابق في الموقف مع موسكو حول الوقف الفوري لإطلاق النار، كذلك اتفقنا على ضرورة إيصال المساعدات الانسانية إلى المنكوبين ورفع الحصار الإنساني عن اليمن"، وأضاف "نحن نتفق في الرأي أيضاً حول إجراء حوار وطني شامل بين اليمنيين برعاية الأممالمتحدة، هذا ما سيتم نقله عبر قنوات الاتصال بين موسكو والرياض".