إذا مر يوم على صنعاء دون قصف تسودّ وجوههم وتضيق صدورهم ويتمنون لها الدمار فيتحدثون عنها كأنها لم تستقبل قذيفة واحدة أو صاروخا واحدا منذ بداية العدوان. عيال العاصفة.. يزغردون كلما سمعوا أصوات الانفجارات وأزيز الطائرات، ويتذمرون من أصوات المضادات الجوية مطالبين بإيقافها كما لو أنها التي تهدم البيوت وتحرق ساكنيها. عيال العاصفة.. يفرحون بقصف العدوان للمعسكرات والأحياء السكنية وتدمير البنية التحتية لليمن وقتل الأطفال والنساء، فإذا أصابتهم نيرانها ناحوا وحملوا الآخرين جرم غيرهم. عيال العاصفة.. إذا سقط منهم قتيل في المواجهات التي يخوضونها في عدد من المحافظات أشعلوا الدنيا نواحا وعويلا وكتبوا المدائح في قتيلهم واختلقوا له سيرة أشبه بسيرة أبي زيد الهلالي، وعندما يسقط العشرات والمئات من المواطنين الأبرياء بنيران العاصفة يتحولون إلى صخور صماء كأنهم نسوا ألسنتهم في وادي الجن. عيال العاصفة.. يرفضون التدخل الأجنبي في الشؤون اليمنية في مسيرة لهم تجوب الشوارع تحت شعار (أرحنا بها يا سلمان). عيال العاصفة.. يعقدون مؤتمرهم في الرياض، عاصمة البلد الذي يصب نيرانه صباحا ومساء على رؤوس اليمنيين، وينظرون إلى صاحب صعدة على أنه محتل لأراضيهم. عيال العاصفة.. يتغنون بالمدنية والعدالة والمساواة ويمارسون المناطقية والطائفية بأبشع صورها، بل ويدفعون الناس إلى فتنة إذا ما اشتعلت لن تنطفي ولو بعد عقود. عيال العاصفة.. يفجُرون في الخصومة إلى درجة بإمكانهم أن يخترعوا مبررات لإبليس، ويتهمون يوسف إذا كان ذلك سيساعدهم في تحقيق أهدافهم. عيال العاصفة.. ينظرون إلى كل شيء بعين الرضى عندما يكون في صالحهم، وعين السخط والقبح عندما يكون في صف الآخر حتى لو لم تفصل بين العينين مسافة زمنية كافية للنسيان. عيال العاصفة.. يعتقدون أن للوطن ذاكرة من حديد لن تنسى قتلاهم مهما كان عددهم، ويعتقدون أن للوطن ذاكرة من ماء ستنسى كل هذا الدمار والخراب والقتل الذي أحدثته عاصفتهم في البلد. عيال العاصفة.. أبناء بارون بوالدتهم.