جدد حلف العدوان السعودي أمس استهدافه مدينة صنعاء القديمة متجاهلاً التحذيرات الأممية من استهداف المدن التاريخية والمعالم الأثرية. كانت الثانية فجراً عندما سقط صاروخ – لم ينفجر- على حارة القاسمي في الأحياء الغربية لمدينة صنعاء القديمة أسفر عن تدمير كلي لمنزلين على رؤوس ساكنيها وتدمير جزئي لمنزل مجاور. وأوضح ل"اليمن اليوم" سكان مجاورون للمنازل الثلاثة أن أسرة بكاملها مكونة من خمسة أفراد استشهدوا جراء تدمير منزلهم المكون من 3 أدوار على رؤوسهم وهم: الدكتور شوقي علي عبد القادر، حسن علي عبد القادر وزوجته ، عبدالله محمد عبد القادر وابنه رشاد 15 عام ، فيما طال القصف منزلين آخرين أحدهما دمّر كليا والآخر جزئيا ما نجم عنه إصابة 10 أشخاص بينهم نساء وأطفال. وهرع المئات من أهالي صنعاء القديمة عقب القصف واستمرت عملية انتشال الضحايا حتى الثامنة صباحاً. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر في المجلس المحلي بمديرية صنعاء القديمة إن استهداف العدوان السعودي لمدينة صنعاء القديمة التاريخية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي والمواقع التاريخية والأثرية في مختلف محافظات الجمهورية يؤكد الحقد الدفين الذي تكنه قيادات العدوان على الشعب اليمني وتاريخه وتراثه، داعيا الأممالمتحدة ومنظمة اليونسكو وكافة المنظمات إلى تحمل مسؤولياتها إزاء ما يرتكبه العدوان السعودي في حق شعبنا اليمني أرضاً وإنساناً واستهدافه المتعمد لتراثه وآثاره الحضارية . من جانبها دانت المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ايرينا بوكوفا استهداف تحالف العدوان بقيادة المملكة السعودية لمدينة صنعاء القديمة والمصنفة على لائحة التراث العالمي، ووصفت مدير اليونسكو في بيان لها أمس الجمعة مدينة صنعاء القديمة بكونها " واحدة من أقدم جواهر الحضارة الإسلامية". وأعربت عن حزنها العميق لخسارة الأرواح وكذلك للتدمير الذي لحق بأقدم جواهر الحضارة الإسلامية، مؤكدة أنها أصيبت بالصدمة جراء صور المنازل البديعة المدمرة"، مشيرة إلى أن "القيمة التاريخية في هذه الأماكن أصيبت بأضرار أو تدمرت بشكل لا يمكن إصلاحه". وصنفت "اليونسكو" مدينة صنعاء القديمة في العام 1986 ضمن التراث العالمي، وبنيت قبل 2500 عام وفيها حوالي 100 مسجد و14 حماما وأكثر من ستة آلاف منزل تم تشييدها من "الآجر" قبل القرن الحادي عشر. من جانبها دانت وزارة الثقافة بشدة تواصل استهداف تحالف العدوان السعودي للمدن والمواقع والمعالم التاريخية اليمنية وآخرها استهدافه مدينة صنعاء القديمة ومدينة وسد مأرب ومدينة براقش ومعبد صرواح وغيرها من المعالم بدون أي مبررات عسكرية تستدعي استهداف هذه الحواضر التي لم تكن يوما ملعبا للسياسة أو ميدانا للحرب. واستنكرت الوزارة في بيان لها، ما وصفته ب"تغول العدوان" في استهداف معالم التراث اليمني وصولاً إلى استهداف عدد من أهم الحواضر التاريخية اليمنية وفي مقدمتها مدينة صنعاء القديمة الحاضرة اليمنية النوعية والتي يمثل استهدافها عدوانا على كل التاريخ اليمني لما تشكله وتحتله من مكانة وتمثله من خصوصية في الذاكرة الحضارية الإنسانية والوعي اليمني والعربي والإسلامي. كما نوه البيان بما تمثله مدينة وسد مأرب ومدينة براقش ومعبد صرواح وغيرها من المعالم التاريخية الهامة التي استهدفها العدوان اليوم ضمن سلسلة جرائمه الهمجية بحق التاريخ والتراث الثقافي اليمني. وقالت الوزارة إن استهداف هذه المعالم والمدن التاريخية الهامة هو اعتداء يستهدف في المقدمة روح ومكانة صنعاءومأرب بكل ما تمثلانه من تاريخ حضاري نوعي للإنسان، وبالتالي فإن استهداف التراث بهذه الهمجية المتخلفة هو استهداف للإنسان والحضارة معا. وفيما عبر البيان عن شكر وزارة الثقافة لمديرة منظمة اليونسكو لتفاعلها في توثيق ما يحدث للتراث الثقافي اليمني واهتمامها اليومي بتفاصيل العدوان على هذا التاريخ الإنساني؛ فقد دعت الوزارة المنظمة الدولية لاتخاذ إجراءات رادعة عبر تنفيذ وتفعيل الاتفاقيات والمعاهدات لتجريم ما يحدث باعتبار التراث حضارة إنسانية في المقام الأول. وقالت وزارة الثقافة إن ذكرى وتواريخ استهداف العدوان لهذه المدن والمعالم التاريخية اليمنية سيمثل تاريخا إضافيا لتاريخ هذه المدن والمعالم التي ستبقى شامخة بينما يرحل قادة الحروب كما عبر كل الغزاة عبر التاريخ ومعهم وصمات الخزي والعار، حد وصف البيان. وكانت طائرات العدوان السعودي قد عاودت فجر أمس الجمعة استهداف العاصمة صنعاء بعد يومين من الهدوء الحذر وقصفت معسكر الشرطة العسكرية بشعوب وطال القصف منازل مواطنين في ذات المنطقة. وقال مواطنون ل"اليمن اليوم" إن منازلهم بالقرب من معسكر الشرطة العسكرية تعرضت لصواريخ طيران العدوان غير أنها لم تنفجر، ما جعل الخسائر البشرية تقتصر على بعض الإصابات البسيطة، كما استهدف القصف جبل عطان جنوب غرب العاصمة.