صبّ العدو السعودي أمس جام غضبه على محافظة الجوف ذات الشريط الحدودي الكبير مع المملكة، وشن غارات هستيرية تواصلت لساعات بعد تيقنه من فرار آخر عملائه وسيطرة الجيش واللجان الشعبية على كامل محور الجوف العسكري الذي كان – العدو- قد عقد الرهان عليه كجبهة يؤمّن من خلالها أجزاء واسعة من حدوده الملتهبة ويفتح جبهة قريبة من صعدة يحقق من خلالها ولو نصراً إعلامياً. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر محلية إن قوات الجيش والأمن مسنودة باللجان الشعبية التابعة للحوثيين استكملت أمس السيطرة على كامل مدينة الحزم –عاصمة المحافظة- بما فيها قيادة محور الجوف العسكري المعروف بمعسكر اللواء 115 مشاة الذي ظل بيد مسلحي حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة منذ اقتحامه والسيطرة عليه مطلع أزمة 2011م. وما إن فرّ مسلحو حزب الإصلاح والقاعدة من المدينة حتى شنت طائرات تحالف العدوان السعودي غاراتها الهستيرية وبشكل متواصل امتد من الساعة ( ال11 ظهراً) إلى الساعة (ال4 عصراً)، وفقاً للمصادر. وأضافت المصادر أن الغارات شملت المجمع الحكومي وفرع المؤسسة الاقتصادية والاتصالات، والكهرباء، وقيادة الأمن العام.. وقيادة محور الجوف "اللواء 115 مشاة".. ما أسفر عن خسائر بشرية بالعشرات بين شهيد وجريح، فضلاً عن أضرار مادية كبيرة بالمنشآت المستهدفة ومنازل المواطنين المجاورة. وكانت قوات الجيش واللجان الشعبية سيطرت صباح أمس على معسكر اللواء 115 مشاة الذي كان الإصلاح يدير من خلاله شؤون الحكم في مدينة الحزم عاصمة المحافظة منذ سيطرته على المعسكر مطلع أزمة 2011م.. واستصدار قرارات من الرئيس الانتقالي حينها عبدربه منصور هادي عام 2012م بتجنيد مليشيات الإصلاح واعتبارهم قوام اللواء 115 فيما تم نقل كامل قوام اللواء الحقيقيين إلى عدن ومنها إلى أبين. الجدير ذكره أن أنصار الله (الحوثيين) سيطروا نهاية العام الماضي على كامل مديريات الجوف باستثناء مديرية خب والشعف كبرى مديريات المحافظة الحدودية مع المملكة، وكذلك مدينة حزم الجوف مركز المحافظة التي ظلت تحت هيمنة الإصلاح من خلال معسكر اللواء 115 مشاة. ومع فشل تحالف العدوان السعودي من تحقيق انتصارات ميدانية من خلال عملائه الذين راهن عليهم وتحديداً في مأرب وشبوة وتعز وعدنوأبين.. وتعاظم الضغوط عليه عمد إلى فتح جبهة في الجوف المحاذية لمحافظة صعدة.. حيث مد بآليات عسكرية نوعية وبمختلف أحجامها عناصر تنظيم القاعدة المسيطرين على مديرية خب والشعف ودعمهم بالمئات من مسلحي حزب الإصلاح الذين تم تجميعهم من مختلف المحافظات إلى منطقة اليتمة أهم مناطق خب والشعف. وحظيت تلك الجبهة بهالة إعلامية من قبل إعلام العدوان (العربية، والعربية الحدث والجزيرة..)، وقيل بأن (المقاومة) على مشارف صعدة ولكن ذلك لم يدم طويلاً. مطلع الأسبوع الماضي بدأت النكسة للعدو، حيث اقتحمت قوات الجيش مسنودة باللجان الشعبية منطقة اليتمة وسيطرت على كامل مواقع عملاء العدو، تلتها السيطرة على كامل مواقع العملاء في كامل مديرية خب والشعف بما فيها المنفذ الجمركي مع المملكة.. فيما تجمع عملاء العدوان إلى منطقة اللبنات على الحدود مع مأرب والتي تضم أهم معسكر مشترك للقاعدة والإصلاح. ومع نهاية الأسبوع الماضي وتضييق الخناق على مسلحي الإصلاح في معسكر اللواء 115 مشاة في عاصمة المحافظة، وكذلك تعزيز الحصار على معسكر القاعدة والإصلاح في اللبنات تمكنت وساطة قادها فرع المؤتمر الشعبي العام في الجوف برئاسة الشيخ منصور العراقي من إقناع الإصلاح في عاصمة المحافظة بالاستسلام وتسليم معسكر اللواء 115 مشاة وخروج منتسبيه بأسلحتهم الشخصية، وهو ما تم يوم أمس ليبدأ العدوان السعودي عقابه الجماعي على أبناء الجوف. وقال حزب الإصلاح في وسائله الإعلامية أمس إن الجوف سقطت كلياً بيد الحوثيين. معسكر اللبنات تحت الحصار إلى ذلك توقعت مصادر عسكرية وقبلية في الجوف اقتحام معسكر القاعدة والإصلاح في اللبنات خلال أيام. وقالت المصادر ل"اليمن اليوم" إن قوات الجيش مسنودة باللجان الشعبية التابعة للحوثيين أطبقت الحصار على معسكر اللبنات من ثلاثة اتجاهات وقطع الجيش الطريق أمام الإمدادات الواصلة من العدوان السعودي لمسلحي القاعدة والإصلاح المتمركزين في المعسكر من جهة (اليتمة) مديرية خب والشعف.