العدوان السعودي على الشعب اليمني، اجتمعت له أركان خمسة أساسية: الغباء، والحقد، والثراء الفاحش، والسلاح المتطور، والدعم الأمريكي.. لذلك اتسم هذا العدوان بالوحشية والشناعات والفضائع، ومختلف جرائم العدوان والحرب، والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، وجرائم الإبادة، وانتهاك حقوق الإنسان. كل الجرائم التي ورد ذكرها في معاجم العرب وقواميس العجم ارتكبها آل سعود في اليمن.. الجرائم المجرمة، والمشنع عليها في شرائع السماء، ارتكبها آل سعود في اليمن.. الجرائم التي حرمتها اتفاقيات جنيف ارتكبها آل سعود في اليمن.. الجرائم التي حظرها القانون الدولي الإنساني استحلها آل سعود في اليمن.. قتل، وجرح، وتشريد، وتدمير، وحصار وتجويع، وتخريب عمران وآثار ومقابر وأعيان ثقافية.. عدوان لا مثيل له في العالم، إذ لم تكن هناك مساحة من أرض اليمن لم يصل إليها العدوان.. عدوان لم ير العالم فضاعاته بعد، لأنه يتم في ظلام إعلامي دامس، وبدون شهود خارجيين عدول حتى في الكونجرس الأمريكي، ولا العفو الدولية.. عدوان همجي غير مسبوق في التاريخ العربي- الإسلامي.. غير مسبوق، لا من حيث وحشيته، ولا من حيث مبرراته، ولا أهدافه، ولا أدواته، ولا من حيث قدرته على الفتك والعصف.. لذلك نعتقد أن هذا العدوان لن ينسى، وآل سعود مخطئون في تقديراتهم عن الذاكرة اليمنية التي تحتفظ بأقدم الذكريات في التاريخ، فما بالهم بالعقل اليمني الذي يتعامل مع هذا العدوان ويخبر وحشيته، ويرى نتائجه لحظة بلحظة، هذا العقل سينتج فكرا يخلد هذا العدوان في صفحات سود، وأجزم أن آل سعود- إذا لم يهلكوا- سوف يقرؤون ذات يوم كتبا من قبيل:"تذكير الأنجال اليمنيين بوقائع عدوان الأنغال السعوديين"، و"كتاب الصوفي الحقود في ذم آل سعود"، و"تذكير الأنام بحرب اللئام على اليمنيين الكرام"، وسيؤلف يمنيون مؤلفات أخرى يقرؤها أولادهم وأحفادهم جيلا بعد جيل، بعناوين لا حصر لها، مثل: "محصول السنن في حرب السعودية على اليمن"، و"الموسوعة الصغرى في مذابح العدوة الكبرى"، و"الفلك الدائر على العدوان السعودي الجائر"، وقطعا ستكون هناك كتب تسجل دور حفنة اليمنيين الذين خانوا أمتهم وبلادهم، كتب تحمل عناوين من قبيل:" طبقات الغلمان في حرب سلمان"، ومن يدري فقد يستغل المملوك عبد ربه منصور هادي فترة تقاعده عن العمالة في إملاء مذكراته على كاتب يكتب له كتابا، ثم يصدر طبعته الأولى بعنوان "الأمر الفظيع في عمالة ابن الوضيع"!.. والوضيع- كما هو معروف- اسم بلدة في محافظة أبين ولد فيها عبد ربه منصور، ولم يعد إليها.