فشلت وساطة قادتها السلطة المحلية هذه المرة في محافظة أبين بهدف نقل الشيخ (طارق الفضلي) وأفراد أسرته ومرافقيه إلى محافظة عدن. وقال وكيل محافظة أبين (محمد صالح هذران) ل"اليمن اليوم" أنه قاد وساطة بين اللجان الشعبية والفضلي تقضي بإخراجه من منزله إلى مدينة عدن تحت حماية قوات الأمن ، مشيرا إلى أنه رغم موافقة اللجان على البند إلا أن الفضلي رفض القرار. وأشار هذران إلى أن رفض الفضلي لا يعد فشلا لجهود الوساطة التي يقودها برفقة شيخ قبلي من آل فضل يدعى (محمد حسين الفضلي) وأن الوساطة أعطت الفضلي بعض الوقت إلى يوم غد للتفكير في عملية الانتقال إلى عدن. واعتبر هذران قرار السلطة المحلية بنقل الفضلي إلى عدن بأنه يتعلق بالجانب الأمني لشخص الفضلي وللمنطقة وكذا بهدف تحاشي حرب قبلية يسعى البعض لتفجيرها. ونفى هذران أن تكون السلطة المحلية قد استدرجت الفضلي إلى أبين، موضحاً أن قوى اجتماعية لم يسمها تسعى لتفجير الوضع هناك. كما أوضح قيام الوساطة بالسماح لصهريج ماء بالدخول إلى منزل الفضلي المحاصر منذ يومين ومقطوع عنه الماء والكهرباء والهاتف الثابت. وقد بدأت اللجان الشعبية بالتراجع عن الحديث عن سعيها لقتل الفضلي. وقال قائد عمليات اللجان في أبين (حسن الوحيشي) أن لجنة الوساطة المنبثقة عن اجتماع المحافظ واللجنة الأمنية فشلت في إيجاد مخرج للأزمة بعد رفض الفضلي الخروج من أبين. وأوضح الوحيشي في تصريح ل"اليمن اليوم" بأن مسلحين من القبائل "أولياء دم الشهداء " أطلقوا النار من أسلحة آلية على منزل الفضلي، لكن الفضلي طلب من مرافقيه عدم الرد على نيران القبائل – حسب قوله. كما اعتبر سماح اللجان الشعبية بإدخال صهريج الماء بأنه نابع عن دافع إنساني بعد خروج أطفال الفضلي إلى خارج المنزل يصيحون جراء الحصار المفروض عليهم منذ يومين. وأضاف بأن اللجان تطالب الآن الفضلي بتسليم نفسه للسلطات الأمنية وأنها عازمة على مواصلة الحصار المنزل حتى يسلم نفسه رغم تأكيده في تصريح سابق أن اللجان عازمة على قتل الفضلي تحت أي مبرر. وقد أكد الوحيشي مداهمة اللجان الشعبية في مدينة شقرة لمنزل القيادي في القاعدة (طارق النجدي) الواقع في منطقة الونش في ضواحي المدينة، مشيرا إلى أنه تم اعتقال النجدي الذي يُعد مساعداً لطارق الفضلي في إدارة شئون أنصار الشريعة في زنجبار إبان حكم القاعدة للمحافظة ناهيك عن كونه خبير المتفجرات ويعد من أبرز المطلوبين، دون مقاومة. مصدر مقرب من الفضلي قال للصحيفة أن الفضلي أبلغ أسرته بأنه مصمم على البقاء في منزله سواء قُتل أو بقي على قيد الحياة ، مشيرا إلى أن الفضلي لم يعد يثق بالسلطة المحلية ويخشى أن يتم اغتياله أثناء عملية نقله إلى عدن. في هذه الأثناء عقد شيوخ قبائل المنطقة الوسطى في أبين اجتماعاً في مدينة لودر وخرجوا بتوصيات تطالب السلطات العليا في الدولة بسرعة اعتقال الفضلي. وشدد بيان الشيوخ الذين تقاطروا على مدينة لودر -وحصلت اليمن اليوم على نسخة منه- على ضرورة القبض على الفضلي وتعويض المتضررين من مؤامرته. وحذر المجتمعون كافة الجهات التي تقف إلى جانب الفضلي وتؤازره وتحاول المساس بأمن أبين، محملة الدولة مسئولية عودة الفضلي وما ترتب على عودته من عودة للفوضى والدمار، مطالبين بسرعة كشف الجهات التي تقف وراء عودته وأمنت له طريق العودة إلى منزله ومعاقبتها. وأشار البيان إلى أن لقبائل المناطق الوسطى (الوضيع، مودية، لودر، مكيرس) إجراءاتها في حال فشلت السلطة في القبض على الفضلي.