قبل ليلتين فطر عندنا واحد من أهل الصبيحة، وفوجئنا أن الرجل لم يعد الذي نعرفه، إذ صار ممن يطلقون على أنفسهم "المقاومة الشعبية" في الجنوب، وحدثنا عن انتصارات أحرزوها على الحوثيين والعفاشيين! في لحجوعدن، ولما قلنا له إن الجماعة يقولون إنكم دواعش وقاعدة وتكفيريون ومليشيات إصلاح، قال: خلاص نحن دواعش دواعش.. قلنا: والصدق؟ قال: كيف نعرف أنهم دواعش، لا نعرفهم، ولكن نعرف أن هؤلاء من تنظيم القاعدة، وهؤلاء من الإصلاح، وهؤلاء من السلفيين، ونحن وهم نشتغل مع بعض، هذا لو تشتوا الصدق.. قلت له: افترض أنكم سيطرتم على عدن أو لحج أو غيرهما، فكيف ستكون العلاقة بينكم، وأنت تعرف أن السعودية عندما مكنت تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح من مدينة المكلا، صاروا يضطهدون المواطنين، ويفرضون قواعدهم الخاصة، ويميزون بين المواطنين، هذا سني، هذا شيعي، وأغلقوا مساجد الصوفية، ودمروا قبابها، وهمشوا الحراك الجنوبي، بل إن الحراك الجنوبي هناك ضاع تماما، وأنتم باتضيعوا بعدهم، لأن تنظيم القاعدة والإصلاح والسلفي متحالفون معا، وهم أقوى منكم.. قال: لما نطرد الحوثيين والعفاشيين، بعدين با نسد، الآن نحن في مرحلة مقاومة، والصف يجب أن يبقى واحدا، وبكره المخارج با يخارج، وأعتقد أن عبدربه والسعودية لن يسمحوا لهم يكبروا فوق اللازم.. قلت: على الأقل ميزوا أنفسكم عنهم من الآن.. قال: أولا، نحن وهم مقتنعون أن الحوثيين والعفاشيين، هم الذين جاءوا من صعدة وصنعاء، إلى بلادنا الجنوب واحتلونا، ونحن الجنوبيين علينا أن نقف ضدهم ونطردهم، أكنا حراكا أو سلفيين أو إصلاحا أو دواعش كما يقولون، فنحن في الأخير جنوبيون، وعدونا واحد، وثانيا، لو قلنا با نقاوم بعيدا عنهم، فمن ترى با يدعمنا، فالسلاح والمال يصل إلى أيدي هؤلاء، ونحن، ومعنا قليل من أصحاب الرئيس عبدربه، نحصل على الدعم من خلالهم.. قلت: من تسميهم العفاشيين، هم جيش الدولة، ومن تسميهم حوثيين، هم الآن حزب أنصار الله، يقولون إنهم يواصلون الثورة، وأصبحوا حكام البلاد الفعليين، والذي يحكم من صنعاء، يجب أن يحكم البلاد كلّه، شمال وجنوب وشرق وغرب، ودعك من حكاية أن شماليين نزلوا الجنوب يحتلوه.. قال: عندنا، الأمر ليس هكذا.. قلت: الله يخارجكم. لقد أكد لنا صديقنا، أن كل ما يقال في الإعلام، عن الدعم السعودي لتنظيم القاعدة بالمال والسلاح، هو حقيقي، يأتي من البر والبحر والجو، وأن ما يسمى "المقاومة"، هي مشتل متنوع، تضم الإصلاح والإرهابيين، وما تبقى من الحراك الجنوبي، ولجان المملوك هادي.