الأمم المتحدة تصم آذاننا ليل نهار بدعواتها المستمرة إلى إقرار هدنة إنسانية في اليمن وولد شيخ يردد كالببغاء هذه الأسطوانة المكرورة المملة والمشروخة... والمنظمات الدولية والدول الكبرى تعيد بث هذا الصدى الذي أزعج اليمنيين أكثر من إزعاج دوي الانفجارات وأصوات صواريخ القصف العدواني بينما يمر الوقت على إيقاع أزيز القذائف ونزيف الدم اليمني وبعثرة الأشلاء في مساحات واسعة فوق تراب البلاد، وهكذا يستمر الحال عقب كل دعوة يتم إطلاقها على سبيل إسقاط الواجب دونما بذل اجتهاد مسؤول واعٍ بأن الهدنة ليست أمراً في متناول أطراف القتال في الداخل بل قضية يملك حسمها العدوان السعودي من جهة وأقطاب الصراع الإقليمي من جهة مماثلة، ولذلك قلت أكثر من مرة إن التعويل على أي مفاوضات بين القوى السياسية اليمنية سواءً في اليمن أو خارجها تخلص إلى هدنة هو إضاعة للوقت.. فالمشكلة أن هؤلاء يريدون وضع الهدنة ضمن قضايا الخلاف ليكون بحثها طويل الأمد وحتى يموت جوعاً من لم يمت من المدنيين بالقصف السعودي البربري وإذا ما استمرت أسطوانات الهدنة تولول بالدعوة إليها من قبل المجتمع الدولي بقيادة الأممالمتحدة فإن الأخيرة أصبحت طرفاً مباشراً في عرقلة الإغاثة وفي إيقاف حمام الدم اليمني، بعدما تبين أنها طرف رئيس في إذكاء فتيل الحرب ومتهم أول في إراقة دماء اليمنيين نزولاً عند رغبة الأطراف الإقليمية وأهدافها المعلنة في ديمومة الاقتتال اليمني اليمني وحساباتها السياسية المماثلة لمقتضى حال الصراعات الدائرة في سوريا وليبيا والعراق. اليمنيون سيستمرون في المواجهات والمعارك لأن زر الإيقاف في السعودية وفي إيران وفي أميركا وفي روسيا وحتى إسرائيل، لذلك سيستمر أيضاً عدوان آل سعود الجائر وسيستمر حصد أرواح المدنيين وتدمير المنشآت والمؤسسات وتخريب المنازل التابعة للمواطنين والتابعة للقيادات والشخصيات البارزة وسيستمر الضحك على ذقن العالم بتلك الأسطوانة المشروخة حول الهدنة والسلام. يا من يدعي السعي باتجاه هدنة: أضحى الحديث عنها طعناً في الميت.