اعترف ما يسمى ب"المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية بمحافظة تعز" الموالي للعدوان السعودي بارتكاب جرائم نهب وسرقة بقوة السلاح لمنازل مواطنين ومؤسسات خدمية ومنشآت خاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم والتي كان آخرها اقتحام مجموعة من عناصرهم المسلحة لمستشفى الثورة العام ونهب إحدى سيارات الإسعاف بقوة السلاح. وقال المجلس الذي يرأسه القيادي في حزب الإصلاح حمود المخلافي، في بيان له أمس، إن هناك " أشخاصاً ومجموعات" يعتدون على المواطنين ومنازلهم والمؤسسات الخدمية العامة والخاصة، وآخر تلك الأعمال اقتحام مستشفى الثورة ونهب سيارات الإسعاف بقوة السلاح، موضحاً بأنه سيتخذ ما وصفها ب"الإجراءات الرادعة والحازمة" تجاه أولئك الأفراد والمجموعات لتكف عن إيذاء المواطنين ونهب الممتلكات. واعترف البيان بقيام مسلحين من أتباع "المقاومة" بنصب نقاط تفتيش لابتزاز المواطنين وأيضا القيام بممارسات تعسفية وفرض إتاوات على المحلات والباعة، معرباً عن أسفه، ومشدداً على ضرورة إيقاف هذه التصرفات. وسخر مراقبون من بيان حمود المخلافي الذي يقود عمليات التخريب في المحافظة، معتبرين هذا البيان محاولة فاشلة منه للتهرب من المسؤولية، وتحميلها آخرين من نفس الجماعات التي توالي العدوان والتي يعرف القاصي والداني في تعز أنها تتحرك بدعم منه ووفق مخططاته، مشيرين إلى أن تلك الانتهاكات والجرائم ترتكب في الأحياء الواقعة تحت سيطرة مسلحي الإصلاح والقاعدة وهم أنفسهم من يمارسون تلك الأعمال. ويأتي بيان عملاء العدوان في تعز تأكيداً لما نشرته "اليمن اليوم" في العدد الصادر الأربعاء الماضي والذي كشفت فيه بعضاً من ممارسات من يصفون أنفسهم ب"المقاومة"، حيث اقتحمت مجموعة منهم مستشفى الثورة في حي الشماسي، وسط المدينة، بقوة السلاح وقامت بنهب سيارتين تابعتين للمستشفى واستخدامها في نقل الأسلحة والقات للعناصر المسلحة في مواقع المواجهات. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر في مستشفى الثورة العام بتعز إن مسلحين يقودهم شخص يدعى صلاح نعمان، رئيس ما يسمى ب"مجلس شباب الثورة بتعز" ومنظمة شباب ضد الفساد، وعيدروس القرشي عضو المجلس والمنظمة اقتحموا مبنى مستشفى الثورة بقوة السلاح وأطلقوا النيران على العاملين في المستشفى قبل أن ينهبوا سيارة تابعة للبعثة الصينية ويستخدموها لتحركاتهم الخاصة، مشيراً إلى أن حادثة اقتحام المستشفى جاءت بعد ساعات من حادثة مشابهة نفذها أفراد نقطة تابعة لمسلحي حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة في حي الثورة، تمثلت في قيامهم باقتحام مستشفى الثورة ونهب سيارة إسعاف خاصة بالمستشفى واستخدامها في نقل الأسلحة والقات لعناصرهم في مواقع المواجهات. وأصدرت رئاسة هيئة مستشفى الثورة بتعز بياناً، حصلت اليمن اليوم على نسخة منه، أكدت فيه عمليات الاقتحام والانتهاكات التي يتعرض لها المستشفى من قبل المسلحين، مخلية مسؤوليتها في حال توقف المستشفى عن تقديم خدماته نتيجة تلك الانتهاكات. وذكرت الهيئة في بيانها أن المستشفى تعرض لاستهدافات متكررة طالت أقسامه بما في ذلك قسم الغسيل الكلوي وسكن الأطباء وقسم العناية المركزة، وأنها سبق أن ناشدت في بلاغات عدة الجهات الرسمية وغير الرسمية وكل منظمات حقوق الإنسان التدخل لإيقاف تلك الاستهدافات ليستمر المستشفى في تأدية خدماته لكل المرضى والجرحى، الواصلين إليه، بكل حيادية . وأضافت هيئة رئاسة مستشفى الثورة بتعز أنهم فوجئوا بدخول مجموعة مسلحة إلى المستشفى، ونهب سيارة الإسعاف بالقوة، ودخول مجموعة مسلحة أخرى إلى المستشفى في اليوم التالي، ونهب سيارة أخرى تابعة لفريق البعثة الصينية في المستشفى، بعد إطلاق النار، وإرهاب الطاقم، من دون أدنى اعتبار للمستشفى وحرمته، موضحة بأن المستشفى مرفق صحي خدمي غير تابع لأي جهة، ويقدم خدماته الطبية لجميع الواصلين إليه ويستقبل أغلب حالات الفشل الكلوي من داخل وخارج المحافظة، وهو المستشفى الوحيد الموجود فيه قسم للحروق بمحافظة تعز، وأن ثلاجة المستشفى تحتوي على أكثر من 40 جثة، منها على ذمة قضايا جنائية. وأكد البيان بأن المستشفى في ظل الاستهداف المتكرر له، ودخول المسلحين إليه بالقوة، وإرهاب الكادر، وسرقة ممتلكاته، قد يتوقف في أي لحظة، خاصة وأن الكادر لن يكون بمقدوره مواصلة العمل، مع تعاظم المخاطر، آملاً أن يسعى الجميع لإيقاف هذه الاعتداءات السافرة المنافية لكل القوانين المحلية والدولية والأخلاق، وإعادة المنهوب منه . ويقع مستشفى الثورة بتعز في الحي الذي تسيطر عليه الجماعات الموالية للعدوان السعودي وينتشر مسلحوهم ونقاطهم بكثافة في ذلك الحي. يأتي ذلك بعد يوم من اقتحام مسلحين بقيادة الأخ الأصغر لحمود المخلافي منزل مدير عام مكتب الثقافة بتعز وقيامهم بنهب محتوياته وتحويله إلى ثكنة عسكرية. من جهة أخرى وفي سياق المواجهات المسلحة بين قوات الجيش والأمن مسنودة من اللجان الشعبية لأنصار الله "الحوثيين" وبين عملاء العدوان من مسلحي الإصلاح والقاعدة ومتمردين من اللواء 35 مدرع، أفاد "اليمن اليوم" مصدر أمني بأن المعارك تواصلت أمس بذات الوتيرة التي كانت عليها أمس الأول "الخميس" موضحاً بأن اشتباكات عنيفة خاضها الجيش واللجان مع عملاء العدوان في بعض المواقع بشارعي "الخمسين والأربعين" وأسفل عصيفرة على مداخل الستين الغربي وحي الزنوج وجبل جرة. وأشار المصدر إلى أن أياً من الطرفين لم يحقق أي تقدم في مواجهات أمس عدا تعزيز قوات الجيش واللجان لعدد من المواقع على مداخل تعز؛ تحسباً لأي هجوم قد ينفذه العملاء من خارج المدينة لتخفيف الضغط عن عناصرهم المحاصرين بالداخل.