اشتدت وتيرة المعارك أمس بين قوات الجيش المسنودة من اللجان الشعبية لأنصار الله "الحوثيين" وبين عملاء العدوان السعودي من حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة بمحافظة تعز، فيما واصلت العصابات الموالية للعدوان انتهاكاتها لمنازل المواطنين والمنشآت الحكومية في الأحياء التي لا تزال تحت سيطرتها. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن معارك عنيفة اندلعت أمس في عدد من الأحياء داخل مدينة تعز وكان أعنفها في شارع الروضة،معقل القيادي الإخواني حمود المخلافي الذي يقود مسلحي عملاء العدوان بتمويل من المملكة العربية السعودية، حيث أشار المصدر إلى أن قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنت أمس من التقدم في "شعبة كريمة" والشارع العام الذي يمتد من جامع الصفاء إلى بريد الروضة، مُكبدين عملاء العدوان خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. وأكد ذلك ل"اليمن اليوم" مصدر طبي، موضحاً بأن فرق الإسعاف تلقت بلاغات عن وجود جثث عدة لمسلحي الإصلاح والقاعدة مرمية في "شعبة كريمة" وحتى مساء أمس لم تتمكن الفرق من الدخول إلى المنطقة لانتشال الجثث نتيجة إطلاق النار بشكل متقطع في أماكن مختلفة. كما تواصلت الاشتباكات أمس في أحياء كلابة ووادي جديد وأسفل سوق عصيفرة وسقوط قذائف على جبل جرة الذي يتمركز فيه مسلحو الإصلاح وتنظيم القاعدة ومتمردين من اللواء 35 مدرع ويستخدمونه لقصف المدينة بقذائف الدبابة والهاون. من جهة أخرى وفي سياق الانتهاكات المستمرة لعملاء العدوان بحق المواطنين والمنشآت الحكومية والمدنية الواقعة في الأماكن التي يسيطر عليها العملاء، أفاد "اليمن اليوم" مصدر في مستشفى الثورة العام بمحافظة تعز بأن مسلحين ممن يطلقون على أنفسهم مصطلح "المقاومة" اقتحموا مستشفى الثورة في حي الشماسي، وسط المدينة، بقوة السلاح وقاموا بنهب سيارتين تابعتين للمستشفى واستخدامها في نقل الأسلحة والقات للعناصر المسلحة في مواقع المواجهات. وأوضح المصدر أن مسلحين يقودهم شخص يدعى صلاح نعمان، رئيس ما يسمى "مجلس شباب الثورة بتعز ومنظمة شباب ضد الفساد، وعيدروس القرشي، عضو المجلس والمنظمة، اقتحموا مبنى مستشفى الثورة بقوة السلاح وأطلقوا النيران على العاملين في المستشفى قبل أن ينهبوا سيارة تابعة للبعثة الصينية ويستخدمونها لتحركاتهم الخاصة، مشيراً إلى أن حادثة الاقتحام للمستشفى جاءت بعد ساعات من حادثة مشابهة نفذها أفراد نقطة تابعة لمسلحي حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة في حي الثورة، تمثلت في قيامهم باقتحام مستشفى الثورة ونهب سيارة إسعاف خاصة بالمستشفى واستخدامها في نقل الأسلحة والقات لعناصرهم في مواقع المواجهات. وأصدرت رئاسة هيئة مستشفى الثورة بتعز بياناً، حصلت اليمن اليوم على نسخة منه، أكدت فيه عملية الاقتحام والانتهاكات التي يتعرض لها المستشفى من قبل المسلحين، مخلية مسؤوليتها في حال توقف المستشفى عن تقديم خدماته نتيجة تلك الانتهاكات. وذكرت الهيئة في بيانها أن المستشفى تعرض لاستهدافات متكررة طالت أقسامه بما في ذلك قسم الغسيل الكلوي وسكن الأطباء وقسم العناية المركزة وسبق أن ناشدت في بلاغات عدة الجهات الرسمية وغير الرسمية وكل منظمات حقوق الإنسان التدخل لإيقاف تلك الاستهدافات ليستمر المستشفى في تأدية خدماته لكل المرضى والجرحى، الواصلين إليه، بكل حيادية . وأضافت هيئة رئاسة مستشفى الثورة بتعز أنهم فوجئوا بدخول مجموعة مسلحة إلى المستشفى، وأخذ سيارة الإسعاف بالقوة، ودخول مجموعة مسلحة أخرى إلى المستشفى في اليوم التالي، وأخذ سيارة أخرى تابعة لفريق البعثة الصينية في المستشفى، بعد إطلاق النار، وإرهاب الطاقم، من دون أدنى اعتبار للمستشفى وحرمته، موضحة بأن المستشفى مرفق صحي خدمي غير تابع لأي جهة ويقدم خدماته الطبية لجميع الواصلين إليه ويستقبل أغلب حالات الفشل الكلوي من داخل وخارج المحافظة وهو المستشفى الوحيد الموجود فيه قسم للحروق بمحافظة تعز، وأن ثلاجة المستشفى تحتوي على أكثر من 40 جثة، منها على ذمة قضايا جنائية. وأكد البيان أن المستشفى في ظل الاستهداف المتكرر له، ودخول المسلحين إليه بالقوة، وإرهاب الكادر، وسرقة ممتلكاته، قد يتوقف في أي لحظة، خاصة وأن الكادر لن يكون بمقدوره مواصلة العمل، مع تعاظم المخاطر، آملاً أن يسعى الجميع لإيقاف هذه الاعتداءات السافرة المنافية لكل القوانين المحلية والدولية والأخلاق، وإعادة المنهوب منه . ويقع مستشفى الثورة بتعز في الحي الذي تسيطر عليه الجماعات الموالية للعدوان السعودي وينتشر مسلحوهم ونقاطهم بكثافة في ذلك الحي. وأمس الأول اقتحم مسلحون بقيادة الأخ الأصغر لحمود المخلافي منزل مدير عام مكتب الثقافة بتعز وقاموا بنهب محتوياته وتحويله إلى ثكنة عسكرية.