تصدت قوات الجيش بمساندة اللجان الشعبية التابعة لأنصار الله أمس لأعنف هجوم شنه عملاء العدوان السعودي – مسلحو القاعدة والإصلاح وهادي- على قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج، رغم الغطاء الجوي المكثف الذي وفره طائرات تحالف العدوان، فيما امتنع مسلحو الحراك الجنوبي بقيادة العميد ثابت جواس المتمركزين في جبهات العند وسائلة بلة بردفان عن المشاركة احتجاجاً على مقتل 40 مسلحاً من الحراك وإصابة آخرين بقصف طائرات تحالف العدوان لهم أمس الأول. وأفاد مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" إن عملاء العدوان (مسلحي تنظيمي القاعدة وداعش) شنوا هجوماً هو الأعنف على قاعدة العند الجوية من الجهة الشمالية بغطاء جوي سعودي تجاوز ال50 غارة، إلا أن الجيش واللجان الشعبية المتمركزين في القاعدة تصدوا للهجوم وأفشلوا محاولات اقتحام القاعدة. مشيراً إلى أن طائرات العدو قصفت أمس جميع أجزاء قاعدة العند بأكثر من 50 غارة جوية. وأضاف المصدر بأن الجيش واللجان أثبتوا دوراً بطولياً في تصديهم لتلك الهجمات. إلى ذلك أفاد المصدر ذاته ل"اليمن اليوم" إن مسلحي الحراك الجنوبي المتمركزين في جبهة العند ردفان أبدوا استياءهم من قيام تحالف العدوان السعودي بالقصف على مسلحي الحراك بقيادة العميد جواس أمس الأول والذي أسفر عن مقتل 40 وإصابة 85 آخرين، معتبرين القصف ب(المتعمد). وطالب الحراك قيادة التحالف بسرعة التحقيق في الحادثة، فيما آخرون من قيادة الحراك اتهموا السلطات السعودية بمحاولة تسليم قاعدة العند للقيادي في تنظيم القاعدة عباس اللحجي، أو كما تطلق عليه جماعة أنصار الشريعة (أمير ولاية لحج الإسلامية). وتابع المصدر بأن هذه الحادثة قد تقلب موازين المعارك في المحافظة. إلى ذلك أنزل تحالف العدوان السعودي أمس –مظلياً- أسلحة ومعدات لعملائه من مسلحي القاعدة وداعش الإصلاح في محافظة لحج مستثنياً مسلحي الحراك. وقال مصدر مسئول في السلطة المحلية بالمحافظة ل"اليمن اليوم" إن العدوان السعودي أنزل أسلحة ومعدات متطورة لعملائه في منطقة الوهط التي تقع تحت سيطرة تنظيم القاعدة منذ السبت الماضي عقب انسحاب الجيش واللجان الشعبية نتيجة القصف المكثف عليهم من طائرات التحالف الحربية والأباتشي. فيما نفذ مسلحو تنظيم القاعدة وداعش عمليات إعدام لمشايخ ومواطنين جنوبيين معارضين للعدوان في لحج. وقال ل"اليمن اليوم" مصادر محلية وعسكرية إن مسلحي تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية (داعش) اعتقلوا مشايخ ومواطنين رافضين للعدوان السعودي في منطقة الوهط، ونفذوا عمليات إعدام جماعية بحق عدد منهم رمياً بالرصاص.. إلى جانب احتجاز آخرين واتهامهم بموالاة الحوثيين. مشيراً إلى أن عملية التصفية تمت أمام مرأى ومسمع المواطنين في المنطقة. مضيفاً بأن القاعدة وداعش يحاولان إثارة الذعر لدى المواطنين المعارضين لهما في المنطقة والمحافظة بشكل عام. إلى ذلك أعلن الحراك الجنوبي،أمس، تعيين، علي شائف الحريري، ناطقا رسميا لما وصفها ب"المقاومة الشعبية الجنوبية" بقيادة شلال علي شائع وذلك بعد أسابيع على تعيين حزب الإصلاح، علي الأحمدي، ناطقا رسميا لما يسمى ب"مجلس المقاومة الجنوبية" برئاسة نائف البكري. وينخرط مسلحو بعض فصائل الحراك مع مسلحو الإصلاح وهادي وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة "داعش" ضمن عملاء تحالف العدوان السعودي. وبعكس ما يروج له إعلام حزب الإصلاح وناشطوه في مواقع التواصل الاجتماعي بأن الحراك غائب عن الأحداث، قال بيان صادر عن ما تسمى "المقاومة الشعبية الجنوبية" إن تعيين الحريري ناطقا رسميا يأتي ردا على "ظهور أطراف وجهات لم يكن لها أي دور يذكر في ميدان المعركة وتسعى لتحريف مسار المقاومة الشعبية الجنوبية مدعية تمثيل المقاومة"، حسب وصف البيان. كما اعتبر البيان التعيين بأنه يأتي في إطار حصار إعلامي مفروض عليهم وأن القرار يأتي في إطار خطة عمل منظمة، مشيرا إلى أن قرار التعيين انبثق عن اجتماع لقادة ما أسماها "المقاومة الشعبية" بقيادة "شلال علي شائع". وكان شلال نجا في وقت سابق بأعجوبة فيما قتل 7 من مسلحيه بقصف طيران العدو لعملائه في جبهة الضالع.. وقال تحالف العدوان إنها كانت بالخطأ. وقضى القرار الصادر عن ما تسمى (المقاومة الشعبية الجنوبية) أيضا بإيفاد مندوب لها إلى الخارج ليكون ناطق ومندوبا رسميا لها لدى القنوات الخارجية. وأشار البيان إلى أن بيان الإعلان جاء بعد تأكد قادة ما أسماها "المقاومة" من وصول مندوبها إلى الخارج بسلام داعيا القنوات الفضائية إلى التعامل معه بصفته ناطقا ل"المقاومة الجنوبية". وهاجم البيان "قوى" لم يسمِها بمحاولة "قطف ثمار المقاومة لصالح أحزابها والسعي لتحقيق مكاسب سياسية لتلك الأحزاب والجهات، في إشارة إلى الرئيس الهارب عبدربه منصور وحزب الإصلاح وتنظيمي القاعدة وداعش. وكان ما يسمى ب" المجلس المقاومة الجنوبية" بقيادة القيادي في حزب الإصلاح نائف البكري- المفروض سعوديا- أقر في يونيو الماضي تعيين علي الأحمدي كناطق رسمي لما تسمى ب"المقاومة الجنوبية". ويأتي إعلان الحراك الجنوبي عن ناطقه الرسمي في إطار تنامي الصراع بين الحراك والجماعات المتطرفة بقيادة الإصلاح في عدن مسنودة بطائرات العدوان السعودي . ويسعى الإصلاح إلى إخراج الحراك من اللعبة مدعوما بقرارات الرئيس الفار هادي وبضغوط سعودية والتي كان آخرها احتواء ما تسمى ب"المقاومة" في إطار "جيش وطني" صدر قرار بتشكيله ،أمس، وهو ما سيضمن إلباس مسلحي القاعدة وداعش الزي الرسمي للجيش. وكان داعش نشر الأحد صورا لحفل تخرج الدفعة الرابعة لمقاتليه من معسكر الشيخين في عدن والتي تطلق عليهم قيادة تحالف العدوان السعودي صفة (المقاومة). واعتبر مصدر في الحراك الجنوبي ذلك القرار بمثابة مساعي من قبل هادي والإصلاح للقضاء على الحراك الجنوبي وذلك في أعقاب استهداف قادته المتكرر والتي كان آخرها الغارات الجوية على مواقع للحراك في العند بلحج وخلفت نحو 60 قتيلا وجريحا. وأشار المصدر إلى أن الأيام المقبلة ستكشف حجم المؤامرة التي تحاك لتفكيك الحراك الجنوبي بدءا باستهداف منزل القيادي في الحراك محمد علي أحمد ومخازن أسلحة الحراك في الضالع وصولا إلى اعتقال القيادي في الحراك حسن بنان أثناء تلقيه العلاج في السعودية واستهداف مقاتلي الحراك في العند وتصفية آخرين في عدن.